هل مازالت الآداب الأوروبية تحتاج الأدب الروسي ؟

الملحق الثقافي- مها محفوض محمد:

سؤال تم طرحه منذ فترة بعيدة من الزمن، ولكن يتجدد اليوم مع فورة الحرب الثقافية العدوانية الغربية على التراث الروسي العظيم الذي قدم للبشرية أروع الأعمال الروائية.
ولكن الجيل الجديد من ساسة الغرب لايعرف شيئاً عن الثقافة والفكر، فكان أن حرض على إلغاء تدريس أعمال بعض الكتاب الروس، ووقف موقف المؤيد لتدمير أوكرانيا نصب المبدعين الروس، وبالعودة الى السؤال السابق يجيب عليه الكاتب هنري دولوي في كتاب « الحب والشعر والثورة» عن فلاديمير ماياكوفسكي الشاعر الروسي التكعيبي الأول.
وفي كتابه الصادر عن دار «الزمن» منذ فترة يقول دولوي: ماذا بقي من قصائد ماياكوفسكي شاعر الشيوعية الروسية الأول كما كان غوركي روائياً لها وآلان بورغ الصحفي الناطق باسم الأدب السوفييتي وشولوخوف الأديب الناطق باسم الطبقة الفلاحية ويخاطب دولوي هؤلاء كما خاطب آرغون الأدب السوفييتي وأعطاه حقه ومكانته في مرحلة ما…
كما يتساءل لماذا بقي انتحار هذا الأديب يؤرق المؤرخين لأنه باختفاء هذا الشاعر الغنائي الكبير طوت الآداب السوفييتية مرحلة الشيوعية التي حملت الآمال للملايين في العالم إذ إنه وبعد جيل من الأدباء والكتاب الحالمين حمل مايا كوفسكي التمرد الشيوعي إلى أوجه كما بقي إلى جانب التزاماته السياسية أبرز شاهد على اضطرابات القرن العشرين.
لقد عاش ماياكوفسكي المولود في جورجيا عام 1893 في أجواء الأرياف الروسية وعاين عن قرب الشقاء والفقر منذ صغره حيث توفي والده حارس الغابة لتهاجر الأسرة إلى موسكو وينتسب الصبي في سن الرابعة عشرة إلى الحزب البلشفي الروسي ويدخل السجن عام 1908 حيث استطاع أن يقرأ تولستوي وبايرون وشكسبير وحين أطلق سراحه عام 1910 انتسب إلى مدرسة الفنون الجميلة في موسكو واختلط مع مجموعة قرية« المستقبلية» التي أسسها مارينتي، كما تأثر في تلك المرحلة بالشاعر الروسي الكبير خلبينكوف الذي أصبح صديقه فيما بعد.
ثم أصبح للبوهيميين الموسكوفيين الذين سخروا من البرجوازية الأوروبية وفي تلك المرحلة نشر مع رفاقه بياناً بعنوان: «الصفعة الشعبية».
وكانت تلك الحركة الثقافية «المستقبلية» صفعة في وجه الانهيارات الفكرية التي شهدتها أوروبا آنذاك ليستفيق المثقفون الأوروبيون على واقعية ماياكوفسكي الذي استخدم في قصائده تعابير المهمشين والأحاديث التي يتناقلها العمال.
ففي عام 1915 نشر مجموعته: «غيوم في البنطال» وهي قصائد موجهة إلى غوركي روائي الشعب الروسي الأول.
وخلال سنوات الحرب صدرت له عدة قصائد ومجموعات شعرية منها رائعته «الإنسان» عام 1971 كما شارك في تحرير المجلة الساخرة «ساتيلكون».
تعاطف فلاديمير في تلك المرحلة مع الحركة البلشفية ليصبح ما بين الأعوام 1918-1922 موظفاً في الوكالة الشيوعية للبريد وينشر يومئذ «قصيدته الدرامية»150 مليوناً وهي قصيدة ساخرة ناقدة أعقبها بمسرحيتين.
في عام 1923 أسس ماياكوفسكي الجبهة اليسارية للفن ذات التوجه الشيوعي ومجلة «اليسار» ليتحول حينذاك إلى معبود الشباب السوفييتي.
قام بعد ذلك بأسفار عديدة إلى الولايات المتحدة والمكسيك وإسبانيا وفرنسا.
في العام 1929 تسلم رئيس تحرير مجلة الحزب الشيوعي «الأخبار» وكتب يومها قصيدته «رجل الدولة» عن لينين وقصيدة أخرى عن ثورة أكتوبر يعرض من خلالها التاريخ السوفييتي.
وبالرغم من محاربة عدد من موظفي وزارة الثقافة لهذا الشاعر الوطني لايزال السؤال يحير النقاد المؤرخين: ما الأسباب التي دفعت ماياكوفسكي لأن يطلق الرصاص على قلبه.
         

العدد 1135 –  7-3-2023

آخر الأخبار
سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر بين الهاتف الهاكر ومواجهة العاصفة الإلكترونية  الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان والهيئة الوطنية للمفقودين تبحثان آليات التنسيق عودة اللاجئين السوريين نقطة تحول من أجل إعادة الإعمار انطلاقة جديدة للاقتصاد .. اتفاقية بين "هيئة الاستثمار" ومجموعة الحبتور الهوية في زمن التشظّي الجيوسياسي "أسواق الخير" في جديدة عرطوز.. تنوع في المنتجات وإقبال واسع واقع المياه في ريف دمشق .. تناقص كبير وأعباء ثقيلة لماذا لم تُفعّل دائرة الشؤون المدنية في أشرفية صحنايا..؟! حين تتحول لقمة الفقير إلى سلعة في السوق السوداء بنك الدم "شريان حياة".. والتبرع مسؤولية مجتمعية ترامب ينتقد نتنياهو: قرارك لم يكن قراراً "حكيماً" "بي بي سي": SOS تورطت في اختفاء أطفال معتقلين سياسيين في سوريا خيوط خفية خلف مأساة 17 تموز..السويداء بين الجرح الإنساني والانقسام الاجتماعي مقترح أوروبي بتعليق التجارة مع إسرائيل.. والصحة العالمية تؤكد بقاءها في غزة ماذا وراء تهجير "البدو" من السويداء؟حقائق وخفايا "التحول الرقمي".. يكافح الجانب الأسود في الاقتصاد كندا تمدد إجراءات دعم الشعب السوري محللون غربيون: سوريا قادرة على إعادة بناء مؤسساتها "المشروع الوطني لإنتاج بذار البطاطا"..تقليل الاعتماد على الاستيراد