الثورة – فادية مجد:
منذ الصباح أفردت معظم المحطات الإذاعية مساحة في برامجها للحديث عن يوم المرأة العالمي والذي يصادف يوم الثامن من آذار من كل عام.
وهنا نتساءل هل يكفي المرأة تخصيص يوم لها والتغني به لنقول إنها نالت كافة حقوقها ومن حقها التباهي بهذا اليوم والاحتفاء به؟! وهل الشعارات التي تطلق في مثل هذا اليوم إن لم تطبق على أرض الواقع كفعل إنصاف وتقدير وإيمان حقيقي بعظيم دورها لها معنى وأهمية كبرى؟!
مهما قيل عن أن المرأة أخذت حقوقها وتقلَّدت مناصب، تبقى مجتمعاتنا الشرقية مجتمعات ذكورية، فمازالت هناك بعض العقول المتحجرة تحارب المرأة، ومازال هناك حرمان لحقوقها في الميراث، ومازالت بنظر أهلها مهما بلغت من مكانة وعمر ضلعاً قاصراً وسندها أي رجل، دون التفكير بالتوافق الفكري والعاطفي في ذلك الرباط المقدس.
ما زالت المرأة المطلقة عند من بتفكيرهم لوثة، هي إمراة ناشز ومتمردة، والأرملة بنظرهم لقمة سائغة، والصغيرة سناً سهلة المنال، والتي تأخر نصيبها ولم تتزوج فتاة معقدة ومغرورة، والمتزوجة ( نفّقت حالها )!
ما زالت المرأة والأنثى مهما بلغت سناً وقدراً، ممنوع عليها في معظم بلدان المشرق أن تطالب بحقوقها أو أن تعبِّر حتى عن مشاعرها النبيلة، ومازالت المرأة الناجحة مهنياً ، والتي تهتم بعملها وتتابعه، تتهم اتهامات باطلة، وتتعرض للافتراء والنميمة من قبل الرجل والمرأة على حد سواء.
مازالت المرأة تتعرض للتعنيف اللفظي والجسدي ومطلوب منها أن تلتزم الصمت المطبق وألا تبوح بوجعها، وأن تصبر وتتحمل من أجل الاطفال إن كانت متزوجة، أو كرمى سمعة العائلة إن كانت عازبة او مطلقة.
لن يكون هناك عيد للمرأة وإنصاف لها مالم تتحرر عقلية المجتمع من كل تلك الافكار والعادات والتقاليد البالية، و نأخذ بيدها ولانحرمها من حقوقها.
العيد الحقيقي للمرأة هو مساواتها بالرجل، وإنصافها معنوياً، وتخليصها من التقاليد البالية، والتي حكمت عليها وكأنها عورة، وكل ذلك لايكون إلا من خلال تعزيزها ودعمها بالأفعال وليس بالأقوال والشعارات فقط.
السابق