برحيل المطربة الكبيرة شريفة فاضل في الخامس من آذار 2023 تكون ساحة الغناء المصري والعربي، قد خسرت واحدة من أبرز نجمات الغناء الشعبي في العصر الذهبي، والتي لقبت ( بالسلطانة ) وقامت بتجسيد شخصية منيرة المهدية كبيرة مطربات عصرها، في فيلم ( سلطانة الطرب ) إلى جانب فريد شوقي، والذي عرض عام 1979.
وشريفة فاضل من مواليد القاهرة عام 1938، ولقد شاركت في فيلم (الأب)، وفيلمي (أولادي، ووداعاً يا غرامي)، وهي في الرابعة عشرة، ثم التحقت بمعهد التمثيل والإذاعة، لتشارك في العديد من الأفلام منذ أواخر الخمسينيات، وحتى الثمانينيات كمطربة وممثلة ومنها (حارة السقايين) والفيلم الأخير شارك فيه المطرب الشعبي الكبير محمد رشدي. كما قدمت بعض المسرحيات الغنائية.
وأولى أغنياتها كانت (أمانة يا بكرة) من ألحان ( مكتشف النجوم ) الموسيقار محمد الموجي، وتميزت بطابعها العاطفي، لكن شخصيتها الفنية توضحت لاحقاً في القالب الشعبي، الذي فتح لها أبواب الشهرة الواسعة، وخاصة من خلال ألحان الموسيقار منير مراد، الذي قدم لها بعض أشهر وأنجح أغانيها مثل (حارة السقايين) و(فلاح) و(الشيخ مسعود) و(الليل) و(آه من الصبر) كما تعاونت مع كبار الملحنين العرب في القرن العشرين من أمثال: فريد الأطرش الذي قدم لها لحن أغنية (بوابة المتولي) ، كما أدت بصوتها لحنه الشهير (دقوا المزاهر) مع إشارة إلى أن مجمل الكتابات التي تناولت أعمالها الفنية إثر رحيلها ذكرت كل الملحنين الذين غنت لهم، ما عدا فريد الأطرش، حيث تم تجاهله بشكل كلي. كما غنت ( لرياض السنباطي ـ خليك بعيد وأحبك ليه وغيرهما ) و( بليغ حمدي ـ آه يا المكتوب، وبالمعروف بالحنية، وأنا بمسي، ودقوا الأحباب وغيرها) و (سيد مكاوي ـ مبروك عليك يا معجباني يا غالي ) ومحمود الشريف . و( فيلمون وهبي ـ حبيبي نجار) و ( محمد عبد العليم ـ مش واخد باله ) وغيرهم .
وفي حقبة السبعينيات قدمت أغنية (أم البطل) من تأليف نبيلة قنديل وألحان علي إسماعيل، بعد استشهاد ابنها الطيار سيد في حرب الاستنزاف، وأسست مسرح منوعات شهيراً في شارع الهرم، وقدمت حفلات غنائية في العديد من البلدان العربية. ولقد اعتزلت في التسعينيات واختفت تدريجياً عن الأضواء، وتركت لجمهورها تاريخاً جميلاً من الأغاني الشعبية المصرية القادرة على الاستمرار والتجدد مع الأجيال المتعاقبة، ولعل الدليل الأكبر على نجاحها هو إعادة تسجيل قسم كبير من أغانيها من قبل فنانين من الجيل الجديد.