الملحق الثقافي- بديع صقور :
النوافذ مغلقة، والمدى يتأرجح بين خضرة
الغابات وزرقة البحر والسماء…
مقاعد الحديقة خاوية
ولا من ينتظر رجوعك يا سيد «همنغواي»
«الشيخ والبحر»( ) بقايا حطام…
الطيور هجرت «ثلوج كليمنجارو»
السكينة محببة في هذه الغابات
والأرواح صافية…
السرير الموحش بلا أغطية
والكراسي الفارغة سئمت الانتظار…
الوسادة غارقة في الضجر… متبرمةٌ من البرد، والوحشة…
الأغصان المزهرة تتوق إلى الأشرعة البيضاء
زورقك المركون إلى يسار البيت، وكأن الشيخوخة
بدأت تدبُّ في أوصاله الواهية…
المجاذيف باهتة ومقشرة من الألوان…
سيد «همنغواي» ألا تحنَّ إلى أشيائك التي
تركتها على أثر طلقة واحدة؟!
ما حاجة هذه التلة لمجاذيفك التي تركت؟
هي لن تبحر… لم… ولن تفكر في الرحيل أبداً…
أرض كوبية وستبقى، ولن تغادر كوبا…
رائحة عشيقاتك تبخرت كما زجاجات «روم»( ) فارغة
قبرا الكلبتين كأن العشب نبت فوقهما في الربيع الفائت
وذوى في هذا الخريف بلا مبالاة…
سيد «همنغواي» تلك الأشجار الواقفة قبالة
البحر تشكو وحدتها، ولا أشرعة في البعيد…
اليقظة تبدد الأحلام
أسماك القرش تجوب بحار العالم
والموتى مؤكد أنهم لن يعودوا أبداً…
العدد 1136 – 14-3-2023