الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
قالت وزارة الخارجية اليابانية إن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا زار أوكرانيا يوم 21 آذار الحالي لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف، ويعتقد الخبراء أن الزيارة هي مجرد استعراضية ولن يكون لها أي تأثير عملي كبير على الأزمة الأوكرانية.
فقد ذكرت وكالة أنباء كيودو اليابانية أنه من النادر أن يقوم زعيم ياباني برحلة غير معلنة لدولة أجنبية، وقد أظهرت لقطات فيديو التقطها تلفزيون نيبون الياباني لكيشيدا وهو يستقل القطار في محطة في برزيميسل، وهي مدينة في جنوب شرق بولندا على الحدود مع أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين خلال إفادة صحفية: إن المجتمع الدولي يجب أن يلتزم بالاتجاه الصحيح لتعزيز محادثات السلام وتهيئة الظروف وتسوية سياسية للأزمة الأوكرانية، وأشار وانغ إلى أنه من المأمول أن يبذل الجانب الياباني المزيد من الجهود لتهدئة الوضع، وليس العكس.
من المتوقع أن يناقش كيشيدا وزيلينسكي الدعم الياباني لإعادة إعمار أوكرانيا، ويخطط كيشيدا لإظهار التزام اليابان بدعم البلاد قبل قمة مجموعة السبع التي سيستضيفها في هيروشيما في أيار القادم.
وفي بيان صدر في 21 من الشهر الجاري، قالت وزارة الخارجية اليابانية: إن زيارة كيشيدا لأوكرانيا كانت بناء على دعوة من زيلينسكي، كما ذكر البيان حيث نقل تضامن حكومته ودعمها الثابت لأوكرانيا.
بالنسبة إلى كيشيدا، كانت زيارة أوكرانيا مهمة سياسية، حسبما قال ليو تشينغ، الخبير في شؤون اليابان من جامعة هواشياو، لصحيفة غلوبال تايمز، حيث سيكون الوضع في أوكرانيا محط التركيز في قمة هيروشيما لمجموعة السبع، وقال ليو: لو لم يكن كيشيدا، بصفته رئيس وزراء الرئاسة الدورية، قد ذهب إلى أوكرانيا، لكان ذلك قد أثار نقاشاً، مضيفاً أن الهدف النهائي لحكومة كيشيدا هو تعزيز سلطتها.
كما أشار شيانغ هاويو، زميل باحث في معهد الصين للدراسات الدولية، أن لقاء كيشيدا مع زيلينسكي هو لإظهار موقف المعسكر الغربي من التضامن والمساعدة لأوكرانيا، ولكن هذا النوع من الاجتماعات هو في الواقع مجرد اجتماع فارغ ولن يكون له أي تأثير عملي كبير على الوضع الحالي في أوكرانيا.
وقال شيانغ: إن كيشيدا قد يدعو زيلينسكي شخصياً لحضور قمة مجموعة السبع، وكرئيس دوري لقمة مجموعة السبع لهذا العام، فقد انتهزت اليابان الفرصة لإظهار نفوذها كقوة عظمى وكانت نشطة للغاية في الدبلوماسية، كما أشار شيانغ إلى أن الكثير من التركيز سينصب على خطط المساعدة التي سيعلنها كيشيدا خلال زيارته، خاصة فيما يتعلق بالمعدات العسكرية.
وفقاً لأسوشيتد برس، فقد أعلنت اليابان عن حزمة مساعدات مالية جديدة بقيمة 5.5 مليار دولار لأوكرانيا في شباط الماضي، وفي الوقت نفسه، وافقت حكومة كيشيدا على ثلاث وثائق إستراتيجية جديدة، والتي تعزز التعديلات الرئيسة لسياسات الدفاع والأمن اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية من طبيعة دفاعية إلى هجومية، وفي هذه الجولة من التعزيز والتوسع العسكري، حاولت اليابان كسر القيود المفروضة على تصدير الأسلحة والمعدات من خلال مساعدة أوكرانيا.
وقبل توجهه إلى كييف التقى كيشيدا رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول والمستشار الألماني أولاف شولتز في طوكيو.
وأشار الخبراء إلى أن الدبلوماسية النشطة الأخيرة لحكومة كيشيدا تخدم بشكل رئيس قمة مجموعة السبع، والغرض من ذلك هو تعزيز تأثير مكانة اليابان كقوة عظمى، وخدمة التطبيع الوطني لليابان والهدف المتمثل في أن تصبح قوة سياسية عظمى والحفاظ على النظام الدولي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة والغرب في فترة التغيير في النظام الدولي، وهذا ينطوي على اعتبار استراتيجي لاحتواء الصين وروسيا.
فقد قال الخبراء، بغض النظر عما إذا كان كيشيدا يزور أوكرانيا أم لا، والإجراءات الدبلوماسية التي يتخذها، فلن يغير ذلك الوضع في الأزمة الأوكرانية.
المصدر – غلوبال تايمز