الثورة – ترجمة محمود اللحام:
تخوض كندا مخلصة لسيدها واشنطن، حرباً باردة في الوقت الحالي ضد الصين، في حين الجارة الأخرى للولايات المتحدة، المكسيك ترفض ذلك، وتحافظ على علاقات جيدة مع الصين.
هذا الأمر حول الحرب مع الصين، يتصدر عناوين الصحف الكندية ومنها الصحيفة الكندية، The Globe and Mail، التي ترى الجواسيس الصينيين في كل مكان، وفق مصادر مجهولة لأعضاء في جهاز المخابرات الأمنية الكندي، ووكالة التجسس التابعة لها، حيث تزعم نقلاً عن تقارير وهمية تم تسريبها إلى ما تسميهم بـ”حلفاء” العيون الخمس (البريطانيين والأمريكيين والأستراليين والنيوزيلنديين).
وتتحدث هذه التقارير الغامضة عن جواسيس صينيين، وتدخل صيني في الانتخابات الكندية، ووجود علماء وطلاب مشبوهين، ومنظمات واجهة الحزب الشيوعي الصيني، كما تزعم الصحيفة وفقاً لتقارير أخرى صادرة عن منظمة غير حكومية غامضة تدعى Safeguard Defenders أن مراكز الشرطة الصينية تعمل في الأراضي الكندية.
كل ما نشر هو لإثارة الكنديين وجعلهم حذرين من آلاف الكنديين من أصل صيني.
يشرح أحد كتاب الصحيفة المذكورة روبن فيلبوت كيف وصلنا إلى هناك؟، ويتذكر فترة اندفاع الصين نحو الذهب في تسعينيات القرن الماضي وحتى 2014، وكذلك حملة جاستن ترودو في عام 2015 الذي أراد التوافق مع الصين وروسيا وتقوية العلاقات.
لكن واشنطن أصبحت تقرر، وقام ترودو بتعديل سريع وكامل لخطته، وتنازل عن السيادة الكندية لواشنطن، إنها مجرد بداية.
وتشن كندا الحرب الباردة ضد الصين، كما تريد واشنطن، بينما تواصل المكسيك علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية الممتازة مع هذا البلد.
المكسيك ليست عضواً في الناتو، ولا تطبق عقوبات على روسيا، ولا ترسل أموالاً أو معدات عسكرية إلى أوكرانيا ؛ ولا ترسل قواتها العسكرية خارج حدودها، ولا ترسل سفناً حربية إلى المياه الإقليمية الصينية.
فهذا البلد ذو سيادة، لأنه ليس خاضعاً لأحد، ولا يستجيب لأوامر خارجية وأن يفعل ما يُطلب منه القيام به من الخارج.
في قضية اتهام المواطنة ذات الأصل الصيني Meng Wanzhou، بالتجسس لصالح الصين، يطلب ترامب من رئيس المكسيك إلقاء القبض على السيدة منغ وتسليمها إلى الولايات المتحدة، لكنه يرفض، ويقول الرئيس المكسيكي AMLO :لا، والشيء نفسه يحصل بالنسبة لكوستاريكا وبلجيكا وغيرهما.
لكن في كندا، يقول جاستن ترودو: نعم ويجب أن يركع باستمرار أمام ترامب وبايدن لحل الأزمة مع الصين بشأن السيدة منغ.
لا يمكنك – مخاطباً ترودو – أن تقول نعم فقط، لكن مع واشنطن، تقول: “نعم سيدي، وعلى الفور”.
فقد تعرضت المديرة المالية لشركة هواوي الصينية، منغ وانزو، لـ “انتكاسة” قانونية، عندما أصدر قاضٍ كندي حكماً باستمرار إجراءات تسليمها إلى الولايات المتحدة.
ويقضي الحكم، بشأن ما يسمى الإجرام المزدوج، وهو اختبار رئيسي لتسليم المجرمين، أن اتهامات الاحتيال المصرفي ضد منغ ستستمر في كندا، ويعني الحكم المؤقت الذي يمنع منغ من الحصول على حريتها، أنها ستستمر في العيش في فانكوفر في ظل شروط كفالة صارمة.
ويتهم المشرعون الأمريكيون الشركة بأنها تشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي، معتبرين أن التكنولوجيا التي تستخدمها يمكن أن توظف للتجسس من قبل الحكومة الصينية، وقد نفت هواوي أن لها أي ارتباط بالحكومة الصينية.
كندا لم تعد سيدة أراضيها، حيث تستمر الحملة حتى يجد جاستن ترودو، الذي قال نعم مرات عديدة لواشنطن، نفسه الآن في مقعد ساخن لأنه ليس معادياً للصين بما فيه الكفاية، ولا يكرهها بما فيه الكفاية.
المصدر – موندياليزاسيون