“غلوبال ريسيرش”: اليابان وألمانيا تعيدان تحالفهما الماضي

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
في 18 آذار الجاري، زار المستشار الألماني أولاف شولتز طوكيو ووعد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بأن بلديهما سيعززان التعاون العسكري، حتى عن طريق إرسال السفن والطائرات الألمانية إلى منطقة المحيط الهادئ، ثم بعد ثلاثة أيام فقط، وبعد يوم واحد من لقاء الزعيم الصيني شي جين بينغ مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، قام كيشيدا برحلة مفاجئة إلى كييف، والتقى بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حتى أن كيشيدا زار بلدة بوتشا، موقع الحملة الإخبارية الكاذبة لجرائم حرب روسية مزعومة.
لا شك في أن زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى العاصمة الأوكرانية جاءت في موعدها لتكون مباشرة بعد زيارة شولتز إلى طوكيو، وتتزامن تقريباً مع اجتماع شي بوتين، وهي تعبير واضح عن أن اليابان تقف الآن بشكل كامل وراء الكتلة الغربية في معارضة روسيا والصين.
وفي بيان مشترك، قالت ألمانيا واليابان إنهما ستعملان على إنشاء إطار قانوني لأنشطة التعاون الدفاعي والأمني الثنائي، بما في ذلك سبل حماية البنى التحتية الحيوية وطرق التجارة وتأمين إمدادات الطاقة المستدامة في المستقبل.
من جانبه، قال كيشيدا: إن الاتفاقية مع ألمانيا كانت تهدف إلى مواجهة الإكراه الاقتصادي والمحاولات التي تقودها الدولة للحصول على التكنولوجيا بشكل غير قانوني والممارسات غير السوقية، في إشارة واضحة إلى الصين.
مع تورط اليابان في العديد من النزاعات مع الصين، وإتباع ألمانيا لسياسة العدوان ضد روسيا، من المدهش أن يتعاونوا لتوسيع جهودهم العدائية بالنظر إلى قدراتهم المحدودة على إبراز القوة العالمية، خاصة عند مقارنتها بروسيا والصين.
قالت النائب الأول لوزير خارجية أوكرانيا، إمينا جباروفا، إن البلاد سعيدة لاستقبال رئيس الوزراء الياباني بطريقة كما لو كانت زيارته غيرت قواعد اللعبة، وكتبت على موقع تويتر هذه الزيارة التاريخية هي علامة على التضامن والتعاون القوي بين أوكرانيا واليابان، ونحن ممتنون لليابان لدعمها القوي ومساهمتها في انتصارنا في المستقبل.
قرار طوكيو سيسعد الولايات المتحدة، ومع ذلك، فإن رد فعل ألمانيا هو الأكثر دلالة، فعلى الرغم من أن زيارة كيشيدا إلى كييف كانت بالتأكيد مفاجأة للجمهور المطمئن، إلا أنه كان من دون شك قد تم إخطار شولتز بالرحلة الوشيكة، وربما حتى قبل وصوله إلى طوكيو.
وعلى الرغم من أن ألمانيا واليابان قد أعادتا على ما يبدو إحياء تحالفهما في حقبة الحرب العالمية الثانية، إلا أنهما لن يفعلا سوى القليل لردع الصين عن الدفاع عن مصالحها في بحار الصين الشرقية والجنوبية أو روسيا عن عمليتها العسكرية في أوكرانيا، هذا بسبب حقيقة أنهم، حتى في التحالف، ليس لديهم القدرة على تحدي أي من البلدين، ناهيك عن كون روسيا والصين في تحالف عسكري.
على الرغم من أن اليابان تقوم بالعسكرة بسرعة، إلا أنها تأتي وراء الجيشين الروسي والصيني، أما الجيش الألماني فهو في حالة أكثر إثارة للشفقة، فقد كان لألمانيا ذات مرة جيشاً قوياً للغاية كان قادراً على التحريض على حربين عالميتين، لكن الجيش الألماني اليوم يضم فقط 264.400 فرد ، بما في ذلك 183.200 جندي و 81.200 موظف مدني، وللمقارنة، في عام 1989 ، كان عدد الجيش الألماني 486000 فرد، بعد إعادة توحيد البلاد في عام 1990 ، بدأ نزع السلاح الكبير.
اليوم، تعرض الجيش الألماني لنقص حاد في الاستعداد القتالي، من حيث أعداد الأفراد وحالة المعدات العسكرية، وألمانيا لا تواجه فقط مشاكل خطيرة في ضمان الفعالية القتالية لجيشها، ولكن أيضاً في إنتاج معدات وأسلحة عسكرية جديدة. وعلى الرغم من تخصيص أموال إضافية لهذا الغرض، لايزال الخبراء الألمان يشكون في أن هذا سوف يساعد، فقد بذل البوندسفير منذ بداية الأزمة الأوكرانية جهوداً جادة لدعم الجيش الأوكراني، حيث تم تسليم أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية بقيمة 2.7 مليار يورو إلى أوكرانيا من كانون الثاني 2022 إلى 13 آذار 2023، إضافة إلى ذلك، اضطر البوندسفير إلى تعزيز حلفاء الناتو الأضعف الذين يحدون روسيا مباشرة، وتم إرسال حوالي 1000 جندي ألماني إلى ليتوانيا وشكلوا مجموعة قتالية مع القوات الليتوانية والبولندية.
مع ذلك، وعلى الرغم من الحالة المثيرة للشفقة للجيش الألماني، فقد وعد شولتز بإرسال قوات لمساعدة اليابان في مواجهة الصين، ومع أن البيان جريء، إلا أنه يثير التساؤل حول عدد السفن والجنود والدبابات والطائرات التي يمكن أن يرسلها البوندسفير إلى المحيط الهادئ.

قد يعني إرسال مثل هذه القوة وجوداً ألمانياً في المنطقة، لكن القول بأن ألف جندي ألماني أو نحو ذلك يمكن أن يحدثوا فرقاً ضد جيش التحرير الشعبي الصيني هو أمر سخيف ، حتى لو كان جنباً إلى جنب مع اليابان والولايات المتحدة، وبهذه الطريقة، على الرغم من أن التحالف الألماني الياباني لا يمثل تهديداً حقيقياً لروسيا والصين، إلا أنه تعبير عن نية قيامهما بالضغط الجماعي على البلدين واستفزازهما.
المصدر- غلوبال ريسيرش

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص