سوريا بين مرحلتين.. هل ينجح باراك بتحقيق ما عجز عنه كيسنجر؟!.

الثورة- منذر عيد:

انفتاح واشنطن على دمشق، إضافة إلى تطورات الأحداث في سوريا مؤخراً، دفع باسم المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك، إلى واجهة المشهد السياسي السوري، حتى بات أقرب إلى لعب دورعراب العلاقات السورية- الأميركية، بل أكثر من ذلك ليتحول وسيطاً في الأمورالإشكالية بين سوريا وإسرائيل، الأمر الذي يستحضر إلى الأذهان اسم “ثعلب الدبلوماسية ” ومهندس الإستراتيجيات الأميركية هنري كيسنجر، وتحوله إلى ما أصبح يُعرف باسم دبلوماسية الوسيط المتنقل في الشرق الأوسط، ما يطرح سؤالاً كبيراً هل ينجح توماس باراك بتحقيق ما عجز عنه هنري كيسنجر؟.

من السذاجة وصف زيارة باراك إلى إسرائيل اليوم بالبروتوكولية، أو ذات طابع ترفيهي ،زار خلالها مرتفعات الجولان السورية المحتلة، فصفة الرجل السياسية لا تمكنه من تمثيل الأولى، والثانية ليست بحاجة إلى كل ما رافقها من اهتمام إعلامي، إذاً يمكن القول :إن للزيارة لها ما لها من أهداف تتعلق مباشرة بكونه مبعوثاً أميركياً إلى سوريا، وتتزامن عقب عدوان إسرائيلي استهدف قرى وبلدات في محافظة درعا، وربما ترتبط أكثر بما صرح به خلال زيارته لدمشق 29 الشهرالماضي عندما قال: “إن الولايات المتحدة تعتقد أن السلام بين سوريا وإسرائيل قابل للتحقيق”، مقترحاً أن يبدأ السعي إلى ذلك باتفاق على عدم الاعتداء وترسيم الحدود، حسبما ذكرت وكالة “رويترز” حينها.

اثنا عشر يوماً على تعيين باراك مبعوثا أميركيا إلى سوريا (23 أيار)، كانت كفيلة من خلال سلسلة النشاطات التي قام بها والتصريحات التي أطلقها، بأن تظهرالدورالمنوط بالسياسي، ورجل الأعمال المحنك للقيام به، ليشرح ذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقوله:

“يسرني أن يتولى توماس باراك منصب المبعوث الأميركي الجديد إلى سوريا، إنه يدرك تماماً الإمكانات الهائلة المتاحة للعمل مع دمشق بهدف تعزيز العلاقات، وإحلال السلام، ومكافحة التطرف في منطقة الشرق الأوسط”، حسب ما نشر موقع وزارة الخارجية الأميركية عبر منصة “إكس”.

نشاطات بارك منذ توليه مهامه الجديدة، تعكس مدى الثقة التي يحظى بها لدى صديقه المقرب ترامب، ليؤكد أول من أمس خلال مقابلة مع قناة “NTV”التركية أن بلاده تتجه نحو سياسات مختلفة عما كان متبعاً في العقود الماضية، قائلاً:”سياساتنا الحالية تجاه سوريا لن تشبه السياسات خلال المئة عام الماضية، لأن تلك السياسات لم تنجح”، ليذهب أبعد من ذلك ويكشف عن توجه لتقليص عدد القواعد العسكرية الأميركية في سوريا، وقال: “من 8 قواعد، سينتهي الأمر بقاعدة واحدة فقط”.

لا تتوقف نشاطات توماس باراك على ما سبق، بل هي غيض من فيض ما قام به، حيث كان أبرزها لقاءه الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني بمدينة إسطنبول في 24 أيار الماضي، ولقاء ثان في قصر الشعب بدمشق 29 من الشهر نفسه، ليؤكد أن الرئيس ترامب يعتزم إزالة اسم سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب قريباً، مشدداً على أن الهدف الأساسي للإدارة الأميركية هو تمكين الحكومة الحالية في دمشق.

من المبكر مقارنة خطوات بارك الأولى خلال 12 يوماً، بخطوات كيسنجر خلال عشرات السنوات من العمل الدبلوماسي لجهة الحديث عن النتائج، لكن اللافت التشابه في كليهما لجهة الأهداف والمهام، مع ميلان كفة الربح لصالح باراك، إذا ما تمّ قياس حصاد كل منهما مقارنة بالتوقيت، فهل ينجح باراك بتحقيق ما عجز عنه كيسنجر.. نتابع ونرى.

آخر الأخبار
زيارة الرئيس الشرع للبيت الأبيض.. تحوّل المسار السوري وتوازنه إقليمياً ودولياً تصريحات أميركية بعد اجتماع الشرع مع ترامب بعد دقائق من دخول الشرع إلى "البيت الأبيض".. الخزانة الأميركية تصدر قراراً مهماً  مركز للتصوير بالأمواج فوق الصوتية في مركز الأورام بمستشفى اللاذقية الجامعي  الرئيس الشرع يصل "البيت الأبيض" ويبدأ محادثاته بجلسة مغلقة إعادة تأهيل 320 مدرسة في إدلب زيارة الرئيس الشرع لـ"البيت الأبيض".. ماذا تريد واشنطن من لقاء دمشق؟ بعد 116 يوماً على اختطافه.. الدفاع المدني يجدد مطالبته بالإفراج عن حمزة العمارين سوريا تطرق أبواب "التحالف الدولي".. هذه أبرز الانعكاسات على الخرائط السياسية والعسكرية   ثلاث مشاجرات وحالة إغماء.. حصيلة يوم في "كهرباء حمص"..!  30 ألف مستفيد سنوياً من خدمات مركز الإعاقة ومصابي الحرب وفد سويسري – ألماني يضع ملامح تطوير التعليم المهني في دمشق أجندة ترامب الشرق أوسطية.. لماذا زار الشرع واشنطن قبل صفقة بن سلمان الكبرى؟ بسلاح الحجة والعقلانية.. الرئيس الشرع يفرض الحوار من أجل إلغاء قانون "قيصر" خلال أقل من عام.. كيف أوصل الشيباني سوريا إلى مكاتب "البيت الأبيض"؟ "رويترز".. هل باتت الوكالة البريطانية الوسيلة الأخيرة لترويج تنظيم "داعش" في سوريا؟ ماذا تعني الاتفاقية الأمنية الجديدة بين سوريا وإسرائيل؟ لماذا يترقب لبنان نتائج زيارة الرئيس الشرع إلى "البيت الأبيض"؟ "تجارة حلب" تبحث تحديات قطاع المواد الكيماوية للأدوية ومواد التجميل بعد ارتفاع تعرفة الكهرباء.. المنتج المحلي عاجز عن منافسة المستورد