الثورة – ترجمة هبه علي:
اقتربت المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع من الانضمام إلى التكتل الأمني والاقتصادي الآسيوي الذي تقوده الصين، بعد أن مُنحت صفة شريك الحوار في منظمة شنغهاي للتعاون (SCO)، بينما توسع نطاق انتشارها العالمي.
تضم منظمة شنغهاي للتعاون والتي كانت في الغالب دولاً سوفييتية سابقة، روسيا والصين، إضافة إلى لاعبين اقتصاديين رئيسيين آخرين مثل الهند وباكستان، والتي يمكن في النهاية منح المملكة العضوية الكاملة.
أثار دور الصين المتنامي في الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة قلق واشنطن، بعد أن توسطت بكين في اتفاق تاريخي بين إيران والسعودية، حيث يمكن أن يساعد الاتفاق بشكل كبير في تخفيف التوترات في الشرق الأوسط.
كما عززت المملكة العربية السعودية أيضاً علاقاتها في مجال الطاقة مع الصين بشكل كبير من خلال الإعلان يوم الإثنين الفائت عن صفقة بقيمة 3.6 مليار دولار لشراء 10٪ من شركة Rongsheng Petrochemical الصينية، والتي ستزود الشركة بـ 480 ألف برميل يومياً من النفط الخام.
يقول المحللون: إنه مع اشتداد التنافس بين الولايات المتحدة والصين وروسيا في عالم يزداد استقطاباً، تختار المملكة العربية السعودية ودول الشرق الأوسط الأخرى تنويع شراكاتها العالمية، لكن في حين أن دولاَ مثل المملكة العربية السعودية قد تقترب من الصين، فإن بكين بعيدة كل البعد عن أن تصبح منافساً للولايات المتحدة في المنطقة كما يقولون.
قال المحلل والكاتب السعودي علي الشهابي: إن العلاقة التقليدية الأحادية مع الولايات المتحدة قد انتهت الآن، وقد دخلنا في علاقة أكثر انفتاحاً؛ قوية مع الولايات المتحدة ولكنها قوية بنفس القدر مع الصين والهند والمملكة المتحدة وفرنسا وغيرها.
وأضاف الشهابي لشبكة: CNN إن هذا الاستقطاب هو السبب في أن الأطراف المختلفة تجلب أشكالاً مختلفة من التأثير إلى طاولة المفاوضات، والشيء الحيوي بالنسبة للمملكة هو إنشاء مجموعة من العلاقات الاستراتيجية التي تساهم جميعها في أمنها وازدهارها بطرق مختلفة.
من جهتها، قالت سفيرة المملكة في واشنطن، الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، لمراسلة CNN بيكي أندرسون، في تشرين الأول الفائت، إن مراجعة العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية أمر إيجابي.
وأضافت: المملكة ليست المملكة التي كانت عليها قبل خمس سنوات، وليست المملكة التي كانت عليها قبل 10 سنوات، لذا فإن كل جزء من التحليل الموجود لم يعد ذا صلة، مشددة مع ذلك على أن التحالف مع الولايات المتحدة كان واسع النطاق وقوياً.
أما فالي نصر أستاذ دراسات الشرق الأوسط والشؤون الدولية في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز (SAIS) ، قال متحدثاً إلى بيكي أندرسون من CNN يوم الخميس الماضي: إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إعادة التفكير في سياستها في الشرق الأوسط لأنها تستند إلى مفهوم مختلف تماماً عن المملكة العربية السعودية.
ومع ذلك يقول المحللون: إنه من غير المرجح أن يصبح الشرق الأوسط ساحة للتنافس بين الولايات المتحدة والصين، بالنظر إلى تركيز بكين الموجه نحو الاقتصاد ونفورها من ممارسة السياسة الإقليمية، لذلك من غير المرجح أن تصبح العلاقة السعودية الصينية تحالفاً شاملاً.
المملكة العربية السعودية هي أكبر مورد للخام للصين، والصين هي أكبر وجهة لصادرات النفط السعودية، ومع ذلك فإن اقتصاد المملكة مرتبط بالولايات المتحدة حيث أن عملتها مرتبطة بالدولار ويتم بيع نفطها بتلك العملة، حيث تعتمد البنية التحتية الدفاعية للمملكة العربية السعودية أيضاً بشكل كبير على المعدات الأمريكية.
يقول جوناثان فولتون زميل كبير غير مقيم في المجلس الأطلسي: إن الصين لديها سياسة صارمة لعدم التحالف، ومن غير المرجح أن ترغب في التورط في صراعات الشرق الأوسط.
وأضاف لشبكة CNN: عادةً ما يكون الحليف شخصاً تتحالف معه ضد دولة ثالثة أو كتلة دول ثالثة، والصين لا تريد أن تفعل ذلك. وقال: إنهم لا يريدون أن ينشغلوا بقضايا الدول الأخرى، وخاصة في الشرق الأوسط.
المصدر – سي إن إن
السابق