تنتشر الملاعب ذات العشب الصناعي في المدن والمناطق والأرياف، وهي تلبي حاجات الشباب لجميع الأعمار وبالوقت نفسه تحقق أرباحاً جيدة جداً لمن شيّد هذه الملاعب الصغيرة، لكن قيمتها بالريع الاستثماري الذي يمكن أن تحققه، فما بالك بالمدن والمقدرات الهائلة التي يملكها الاتحاد الرياضي العام..!!
في كل بلدة ومنطقة ومركز مدينة يملك الاتحاد الرياضي العام المدن والمنشآت الرياضية، وهي أقرب إلى “خربة مهجورة”.. نعم مهجورة ومنذ سنوات عدة بعد أن هزم الجيش عتاة الإرهاب في تلك المناطق، وبعض هذه المدن الرياضية هي مرتع لأي شيء إلا الرياضة.
والطرح الأساس، ماذا يفكر الاتحاد الرياضي العام تجاه هذه المدن؟ ما رؤيته الاستثمارية والعملية تجاهها؟ وهل حرمان سكان وأهل هذه المدن والمناطق الموجودة فيها من الرياضة فيه من العدل والإنصاف؟!
وهل ستبقى متروكة هكذا إلى ما شاء الله؟! وكيف لنا أن نقتنع أن البعض برأسمال بسيط يمكن أن يشيد الملاعب الصغيرة ويمتص طاقات الشباب فيها والاتحاد الرياضي العام عاجز عن فعل أي شيء؟! أمام مقدرات وبنى تحتية يملكها يمكن أن تشكل دورة اقتصادية بحد ذاتها.
الحلول كثيرة ولن نقوم بطرح أيٍّ منها هي بأيدي أهل الاختصاص في الاتحاد الرياضي .. وإن كان هناك أي مشروع فليقم الاتحاد الرياضي العام بإعلانه على الملأ!
أمام هذا الترهل، هل يمكن أن نفكر بمشروع وطني جديد للرياضة السورية من الولادة إلى الممات، نعم من الميول الأولى للطفل الوليد إلى الحضانة الأولى إلى المرحلة الابتدائية والإعدادية، وفي الثانوي والرياضة الجامعية وصولاً إلى الرياضة كمشروع بمفهومها الواسع. قد يكون الجواب أقرب إلى المستحيل!!
أيها الإخوة.. الرياضة ليست ترفاً أبداً، وهي علاج جسدي ونفسي لكل واحد منا في هذه الظروف القاسية التي تمر على البلاد، وكيمياء الرياضة وحياتها لا يضاهيها شعور، وهي متاحة في سورية للجميع، وترتقي إلى المستوى الشعبي الخالص.
هذا قطاع متروك، اسمه الاتحاد الرياضي العام.. هو ليس كباقي الاتحادات.. مع كل التقدير لجهود ودور كل الاتحادات لكن الفكرة للتدليل والتخصيص. هو لا يشبه أي اتحاد في سورية من حيث الدور والهدف والأثر وحتى القيمة الاجتماعية والاقتصادية الوطنية المباشرة التي يمكن أن يحققها، وقد حققها في أوقات كثيرة سابقاً.