عندما يقف الغرب والشرق مع الحكومة السورية، معلناً دعمه ومساندته لكل الجهود التي تقوم بها، في معالجة الإرث الثقيل الذي تركه النظام المخلوع، فهذا يعني أن سوريا تدخل مرحلة جديدة في علاقاتها مع الدول، عنوانها ” الثقة والتعاون المبني على العدالة والمساواة وخدمة المصالح المشتركة بين الطرفين”.
وبسبب تعقيدات الملفات التي تواجهها حكومتنا في السياسة والاقتصاد والأمن، وعلى الصعيد الاجتماعي، تبرز أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الدول الشقيقة والصديقة، جماعة وفرادى، في مساعدة السوريين كي يتجاوزا نتائج الحرب المدمرة التي أتت على كل شيء في البلاد.
فالاستقرار في سوريا، إضافة إلى أنه مصلحة سورية وطنية بامتياز، فهو مصلحة دولية مهمة أيضاً، تسهم بشكل كبير وفعال في تحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم.
وعليه فإن الانفتاح عربياً وإقليمياً وأميركياً وأوروبياً على سوريا، والذي يتجسد كل يوم بمزيد من الزيارات والمؤتمرات والمعارض المتخصصة، بما يخدم التلاقي وبناء علاقات صحيحة بين سوريا والدول الأخرى، تنعكس بالدرجة الأولى على حياة الشعب السوري الذي عانى الويلات نتيجة للحرب وفساد النظام البائد.
وبالدرجة الثانية تنعكس هذه العلاقات الودية على حياة شعوب الدول التي أصبحت تربطها مع سوريا والشعب السوري، علاقات أساسها المصالح المشتركة والمتبادلة، وهو من طبيعة الأمور، غير أنه في الحالة السورية أمر جديد، بسبب حداثة التغيير الذي صنعه انتصار ثورة الشعب السوري في 8 كانون الأول 2024، على نظام كان يبيع ويشتري في الشعارات الكاذبة، على حساب مصلحة السوريين، وكان في الوقت نفسه مصدرا لإثارة القلاقل وعدم الاستقرار في المنطقة
