انتصار الجسد وهزيمته في روايات حنا مينة

ثورة أون لاين:
شكل الروائي العربي السوري حنا مينة ظاهرة ادبية نادرة واستثنائية في ابداعه الروائي الرائد وما قدمه للمكتبة العربية في هذا المجال وهو بحق ونجيب محفوظ علمان بل هرمان من اهرام الرواية العربية نعني الرواية التي تعبر عن مرحلة وحقبة معينة والرواية التي تحمل كل مقومات الرواية والنضج الروائي اتى على ايديهما
حنا مينى البحار ابن اللاذقية وتحديدا لوائها السليب عاش شظف الحياة وقسوتها وطاف انحاء الدنيا منغمسا في تجارب الحياة واعماقها ومنها رشف كل ماء الابداع وصاغ عصارته في روياته التي هي علامة فارقة كما اشرنا في الادب العربي
حول ادبه وابداعه جرت جرت مئات المناقشات في رسائل الماجستير والدكتوراة ناهيك عن الكتب الاخرى التي لاتقل اهمية عن الدراسات الاكاديمية بل ربما تتفوق عليها من حيث العمق والطرح والقدرة على الوصول الى نتائج هامةفيما تذهب اليه
وفي هذا الاطار ياتي كتاب نديم الوزة المعنون ب: انتصار الجسد وهزيمته في رويات حنا مينة
الكتاب بحث متميز مع صغر حجمه لكنه يقدم برؤى مختصرة ما يمكن القول انه دراسة جديدة في هذا المنحى يقف الكتاب عند مجموعة رويات لحنا مينة ويعالج الجسد فيها ولعلنا نقف عند نهايات ما كتبه عن الحالة التي ال اليها مفيد اذيقول بخلاصة ذلك
لم يكن مفيد وحده مسؤولا عن نهايته على هذا النحو ذلك ان الفقر الذي كان يطارده منذ ولادته لم يمنه سوى خيار واحد هو مواجهة الموت وادواته وان تفتح له الحياة ذراعيها بين حين واخرر , وهذا لا يعني انها منحته خياراتها بيسر وسهولة لذلك كان من الصعب عليه ان يفهم الجسد او يصغي اليه حتى وهما في كامل الانسجام داخلل البحر ,ليس لان وعي مفيد كان يريد ان يمتطي جسده وانما لان جسده كان يجوع ويعطش ايضا ولم يكن البحر ليكفيهما معا لذلك لجا فيد الى تاجير جسده وكان دائما يكافئه بين حالتي الاسترخاء والتوتر ولكن من غير اان يصل به او معه الى حالة الاستقرار والسعادةحتى مع لبيبة التي لم تكن سى مكافيء موضوعي لامه باخلاصها وحنانها وعطفها ورعايتها والاهم من ذلك في مجانيتها بحب
ويضيف الوزة قائلا: وعي الجسد بذاته يتطلب جسدا منجا وفعلا وليس جسدا ضخما وقويا بالضرورةولم يكن مفيد يبحث عن الوعي والانتاج منذ البداية بقدر ما كان يبحث بكافة الوسائل عن اللقمة وفي احسن الاحوالعن مكان لضخامة جسده في هذا العالم الذ قزمه الى درجة الغائه وذاته برصاصة واحدة
وفي رواية حمامة زرقاء في السحب يقف الوزة عند احتضار الجسد قائلا :تبدا الرواية بوضع جسد رنا كمادة للعلاج بما يدل على سلبيته بداهة وتتفاقم هذه السلبية بفشل العملية ليس لنقص في مهارة الطبيب الجراح وانما بسبب عدم قابلية جسد رنا لهذا العلاج الجراحي وذلك بسبب انتشار السرطان على طول عمودها الفقري لذلك ستبقى مشلولة ثم تشل قدمها الخرى ثم ينسحب الشلل الى جسدها كله حتى يصل الى دماغها فتموت

لا احد يستطيع ان يلوم رنا على سلبية جسدها ومرضه ولا سيما ان المرض الذي اصابها مجهول المنشا والاسباب ولم يكن لرنا يد فيه اكان ذلك بغفلة مهملة تتعلق بحماية جسدها او بممارسة خاطئة تعلق للجراثيم او للموبقات لينهشه على هذا النحو
كان على جهاد ان يخفي على ابنته فشل العملية ليخبرها بدل ذلك بان الاطباء قد اخرجوا ذلك الشيء الصغير من ظهرها الذي كان يعيقها في المشي وهي الان في طريقها الى الشفاء انعكس هذا الخبر ايجابيا على رنا فبدات تهجس برغبتها بالشفاء السريع لكي تعود الى دمشق لمتابعة دراستها في المدرسة ولتنال بعد ثلاث سنوات شهادة الثانوية لتتابع دراستها الجامعية في كلية الطب البشري اكثر من ذلك انها طلبت من والدها ان ياتيها بقلم واوراق لتكتب يومياتها ثم ابدت بعد خروجها من المشفى للاقامة مع والها فيالبيت الذي استاجره من اجل متابعة علاجها الشعاعي فيمشفى اخر رغبتها في ان تصبح رسامة وذلك اثناء نزهتها مع ابيها في حديقة هايد بارك ورؤيتها لمجموعة من الرسامين يعرضون اعمالهم على سور الحديقة من اجل بيعها
وحين يقترب السرطان من دماغ رنا يظهر تعبها في مزاولة القراءة والكتابة وتتذكر رغبتها في الرسم ولانها تريد ان تضمن مهنة للمستقبل حسب قولها تصارح والدها خجلة بنيتها الكتابة ترك الكتابة لما تسييه لها من صداع وتطلب منه اقلاما واصباغا وقماشا وحاملة ومدرسا للرسم
لا يهم ان تنجح رنا بالرسم او في الموسيقا التي ستحاول امتهانها بعد ياسها من الرسم وهي لن تنجح بسبب تهالك جسدها واستسلامه للمرض ودخوله في الاحتضار ارهاصات وان بدا عدم الاهتمام هذا بسبب من موضوعية القراءة
كانت رغبة رنا الاخيرة هي ان تذهب الى مدينة اللاذقية حيث الاهل والاقارب لكان شباب هذه افتاة لايني يدفعها الى الفعل حتى وهي تحتضر لكنه فعل مجاني لا مستقبل له ولا امتهان دافعه المحبة والحس الانساني المرهف لفتاة في مثل عمرها
وخلاصة الدراسة كما يقول الباحث نفسه انها جاءت رغبة بالاجابة على اسئلة ما بعد الحداثة اكثر من مجانيتها في حيرتها
يقع الكتاب في100 صفحة من القطع المتوسط ويتوزع على اربعة فصول هي ارهاصاتما بعد الحداثة في روايات مينة
وعي الجسد وانتصاره-خيانة الجسد- احتضر الجسد

اعداد : يمن سليمان عباس

 

آخر الأخبار
70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس حمص.. حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال تستهدف ١٤٣١٤ طفلاً الخليفي: قطر ستناقش مع واشنطن تخفيف وإزالة العقوبات عن سوريا 4 آلاف معلم ومعلمة في إدلب يطالبون بعودتهم للعمل تأهيل محطة مياه الصالحية.. وصيانة مجموعات الضخ في البوكمال بدء التقدم للمفاضلة الموحدة لخريجي الكليات الطبية والهندسية "العمران العربي بين التدمير وإعادة الإعمار" في جامعة حمص توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم منح دراسية تركية لطلاب الدراسات العليا "التعليم العالي".. "إحياء وتأهيل المباني والمواقع التاريخية" "مياه اللاذقية"... إصلاحات متفرقة بالمدينة "صحة اللاذقية": حملة تعزيز اللقاح تستهدف أكثر من 115 ألف طفل تفعيل عمل عيادة الجراحة في مستشفى درعا الوطني "المستشفى الوطني بحماة".. إطلاق قسم لعلاج الكلى بتكلفة 200 ألف دولار إطلاق حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال بالقنيطرة الألغام تواصل حصد الأرواح.. رسالة من وزارة الدفاع للسوريين حول الملف الصعب وطويل الأمد صندوق النقد والبنك الدوليين يبحثان استعادة الدعم لسوريا سفير سوداني: نعارض أيّ شكلٍ من أشكال تهجير الفلسطينيين