الثورة – تقرير أسماء الفريح:
تواصلت الإدانات العربية والدولية المنددة باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لساحات المسجد الأقصى المبارك والاعتداءات الوحشية على المصلين والمعتكفين داخله ولاسيما خلال اليومين الماضيين وإخراجهم منه بالقوة تمهيداً لاقتحامات قطعان المستوطنين.
في الجزائر, ندد بيان لرئاسة الجمهورية بأشد العبارات إقدام سلطات الاحتلال على اقتحام الأقصى الشريف والاعتداءات على المصلين والمعتصمين وقال إن “هذه الممارسات الإجرامية الوحشية تمثل تعدياً سافراً على الأماكن المقدسة وانتهاكاً صارخاً لجميع القوانين والأعراف الدولية”.
وأضاف البيان: “وإذ تناشد الجزائر المجتمع الدولي ولاسيما مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته من أجل وضع حد لهذه الممارسات الإجرامية التي تشكل تصعيداً خطيراً وتأجيجاً لمشاعر جميع المسلمين ولا سيما في هذا الشهر الفضيل المبارك تؤكد مجدداً موقفها الثابت الداعم للقضية الفلسطينية العادلة ولحق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
من جانبها, دعت ماليزيا اليوم المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن إلى تحميل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الاعتداءات المدانة على الفلسطينيين في الأقصى المبارك.
وقال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم في تغريدة على “تويتر” ..”تواصل ماليزيا وقوفها الثابت في تضامن قوي مع الشعب الفلسطيني وتؤكد من جديد مكانة القدس الشريف مكان عبادة خالصاً للمسلمين” مضيفاً أن الاعتداءات على الفلسطينيين “جريمة شنيعة”.
كما أكدت وزارة الخارجية الماليزية في بيان لها أن ممارسات قوات الاحتلال غير قانونية وتشكل ازدراء وانتهاكاً صارخاً لحقوق الفلسطينيين ولقدسية الأقصى .
وفي بريتوريا, أدانت جنوب إفريقيا اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين في الأقصى المبارك مبينة أن استخدام القنابل الصوتية والغاز السام ضدهم أمر مشين داعية إياها إلى الانسحاب الفوري من المسجد.
وشددت في بيان لها على حق المصلين في الصلاة بسلام دون خوف أو ترهيب من الاحتلال الإسرائيلي مؤكدة أن المسجد الأقصى ملك للفلسطينيين والعرب والمسلمين، ولا يحتاجون إلى إذن أو موافقة من حكومة الاحتلال الإسرائيلية لدخوله أو الصلاة فيه.
وقالت إن هذه الأعمال قد تؤدي إلى انفجار في المنطقة مطالبة “إسرائيل” كقوة احتلال الالتزام بالقوانين الدولية وحقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني ووقف خرق هذه الالتزامات دون محاسبة.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن صدمته واستنكاره لمشاهد العنف والضرب لقوات الاحتلال الإسرائيلي داخل المصلى القبلي في المسجد الأقصى.
بدوره أدان مكتب لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف “اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى والذي أدى إلى تعرض مئات المصلين الفلسطينيين للضرب والإصابة والاعتقال وإلحاق أضرار بمبنى المصلى القبلي.
وذكر المكتب في بيان صحفي إن السياسات والممارسات الإسرائيلية غير القانونية تستمر في ترسيخ احتلالها غير الشرعي للأرض الفلسطينية بما في ذلك القدس علاوة على العزلة الشديدة المفروضة على قطاع غزة الذي يرزح تحت حصار يستمر منذ ما يقارب 16 عاماً.
وجدد المكتب دعواته لاحترام الوضع التاريخي الراهن للأماكن المقدسة واحترام قدسية جميع دور العبادة ووقف الاستفزازات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية “وتحريض المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين داخل تلك الأماكن وحولها”.
وبين مكتب اللجنة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة إن “إسرائيل” زادت منذ بداية العام الحالي من عملياتها داخل الأرض الفلسطينية المحتلة ما أسفر عن ارتقاء ما لا يقل عن 95 فلسطينياً من بينهم 17 طفلاً داعياً إلى ضمان المحاسبة عن كل هذه الانتهاكات.
وكرر المكتب دعواته لاحترام القانون الدولي في الأرض الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان مؤكداً أن على “إسرائيل” الامتثال لالتزاماتها القانونية الدولية بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة.
هذا ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق اليوم جلسة طارئة مغلقة بطلب مشترك من فلسطين والأردن وبدعم من الإمارات والصين لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.
وقال رياض منصور مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة إن الجلسة ستناقش اعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين في الأقصى ونأمل أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته.
وأكد منصور خلال مؤتمر صحفي للمجموعة العربية لدى الأمم المتحدة في نيويورك أن المسجد الأقصى خط أحمر وتشكل مساحته الكلية 144 دونماً حقاً مطلقاً وخالصاً وصافياً ووحيداً للمسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية ولا يحق لأي طرف آخر مشاركتهم في المسجد الأقصى.
وقال منصور إن العدوان الآثم من الاحتلال ومستوطنيه يهدف إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني على الأقصى وهو ما لن يتم بفضل جهود أهلنا في القدس مؤكداً وجوب مساندتهم ودعمهم وعلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن تحمل مسؤولياتهم.
يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت ليلة أول أمس والليلة الماضية المسجد الأقصى عقب صلاتي التراويح والفجر واعتدت بوحشية على المصلين والمعتكفين في المصلى القبلي وأخرجتهم منه بالقوة وأصابت واعتقلت المئات منهم تمهيداً لاقتحامات مجموعات المستوطنين ما أثار ردود فعل محلية وعربية ودولية رافضة ومنددة بهذه الاقتحامات.