الثورة – نوار حيدر:
في إصدار جديد لجريدة الأسبوع الأدبي (١٨١٣)، زخر العدد بالقراءات الأدبية والثقافية الثرة، إضافة إلى نشاطات لاتحاد الكتاب العرب ولم يستثن باقة القصص والقصائد الشعرية..
جاءت افتتاحية العدد بقلم د. محمد الحوراني بعنوان”سورية بين تطبيع العلاقات وتصعيد الاعتداءات” كتب فيها:
ولما كانت الإدارة الأميركية غير راضية عن التقارب السوري العربي، والسوري الدولي، فإنها لن تدخر جهداً في سبيل خلط الأوراق وإشعال الحرائق داخل سورية. وليس مصادفة أن تتزامن الاعتداءات الصهيونية مع هجمات للقوى الإرهابية في ريفي إدلب وحلب على الجيش العربي السوري…، رغبة منهم في عرقلة الجهود الرامية إلى العودة بسورية إلى مكانتها الطبيعية عربياً وعالمياً، واستعادة قوتها، والعمل على إعادة بناء ما دمرته الحرب الإرهابية والاعتداءات الصهيونية. وهو ما أكدته صحيفة « معاريف » الصهيونية التي وصفت عودة سورية إلى التقارب مع بعض الدول العربية بـ “الشرق الأوسط الجديد”، منطلقة في هذا من إمكانية دعوة المملكة العربية السعودية الرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة العربية التي ستعقد في الرياض في أيار ٢٠٢٣، مؤكدة أن مشاركة السيد الرئيس في قمة جامعة الدول العربية، ستمثل « تطوراً مهماً في إعادة العلاقات بين سورية والدول العربية منذ عام ٢٠١١، وهو ما «يعكس تغييراً في الموقف الإقليمي تجاه سورية».
تحت عنوان “محاولات اغتصاب اللغة ومحو الذاكرة” كتب د.صياح فرحان عزام..
من أخطر الطرق لضرب ذاكرة مجتمع أو أمة مسألة إصابة لسانها في مقتل؛ أي إنجاب أجيال جديدة فيهـا تجهـل لسانها، أولاً تستخدمه في التعليم والقراءة والعمـل وحتى في الحياة العامة، إن مصادرة اللسان القومي ومحوه، من شأنه أن يقطع صلة المرء بتاريخه الحضاري والثقافي والسياسي والاجتماعي، ويدفع به أحياناً إلى إنكار ذلك التاريخ ومعاداته.
ومـن نـافـلـة القـول: إن مثل هذا الاغتصاب اللغوي والثقافي ( إن صح التعبير ) يعيد تكويـن وأدلجة مـن يتعرض لـه، بحيث يصبح بعيداً عن تاريخه أو غريبـاً عنه، ومـن ثم، بعيـداً عما يربطه بالمجتمع ومنظومة القيم؛ الأمر الذي تنتج عنه سهولة استيعابه في منظومات ثقافية وقيمية أخرى، وقد ينتهي فعـل الاغتصاب اللغوي بالمجتمع إلى فقدان الذاكرة التاريخية التي ما مـن أداة فعالة لحفظها إلا اللغة والتواصل الدؤوب مع هذه اللغة.
كتب محمد شريف سلمون تحت عنوان “ترقيع لهيك التراث..!!”
لقيـت ظاهرة الحضور والغياب اهتماماً بالغ الأثر منذ مطلع العصر الحديث، حتـى غـدت مـثـار جـدل في الأوساط الأدبية النقدية، وذلك في محاولة لتأصيل المصطلح انطلاقاً من الموروث حيناً، أو بتبني اتجاهـات غربية في النقد تتخـذ مـن النظريات الفلسفية ركيزة يستندون إليها؛ ومن ثم دراسة مدى تجليه في المنجز الأدبي العربي على اختلاف أجناسه..
إن الانطلاق من التراث في تفسير المفاهيم وتأصيل المصطلحات، أمر تعترضه الكثير من الإشكاليات، ربما يعود ذلك للآلية المتبعة في التناول، والتي نجدهـا تفتقد الديناميكية في كثير من الأحيان. وعليـه فـإن الانشغال بتأصيل المصطلح لأي ظاهرة في المنجز الأدبي العربي، كان- ولـا يـزال- هاجس الأعـم الأغلـب مـن الباحثين والدارسين والنقاد- العرب- ، ولا سيما في محاولاتهم للتأصـيـل مـن خـلال الـرجـوع إلى التراث النقدي العربي، ذلك التأصيل الـذي نـرى فيه مـا رآه الباحث الدكتور جابر عصفور في كتابه: (مفهـوم الشـعر دراسة في التراث النقدي)، إذ يرى أن: « ثمة فرقاً- بالتأكيـد- بـيـن مـن يـعـود إلى الماضي ليثبـت أو يؤكد وضعاً متخلفاً في الحاضر، ومن يعود إلى الماضي ليؤصل وضعاً جديداً قد يطور الحاضـر نفسه، وينفي ما فيه من تخلف.
في كلمة أخيرة كتب الشاعر توفيق أحمد قصيدة بعنوان “الكلمة إكسير الحياة..”
إنها الكلمة التي ترتقي بهدير نشوتها
لتبلغ الوجوه والأمكنة
وحتى الأزقة والحواري
قد تستقر بين هنا وهناك
وقد تبلغ سدرة ليس لها منتهى
هي قدر الشعراء والبلغاء وكل المبدعين
وهي أيضاً ترانيم العاشقين في كل ما يفعلون
الكلمة.. الشعر.. يهبط على الروح والندى والأعشاب.