له معنى كبير، الرقم الوارد في حديث أحد المعنيين لدى اتحاد للفلاحين مؤخراً، عن استهلاك ألفي طن يومياً من البطاطا في عموم المحافظات السورية، فمليونا كيلو غرام من البطاطا في اليوم الواحد هي كمية تعني وببساطة أن الفرد السوري يتناول هذه المادة بنسبة تصل إلى 90% من غذائه اليومي، ما يعني أيضاً أن سلة غذاء المواطن سلة فقيرة جداً، ولا تؤمن له الضروري من المواد الغذائية اللازمة له.
لعل المعادل الوحيد في ثقله النوعي لرقم الاستهلاك اليومي من البطاطا هو تحذير اتحاد الفلاحين من عزوف المزارعين عن زراعة البطاطا نتيجة الخسائر التي مُنيت بها هذه الزراعة، الأمر الذي يفتح الباب واسعاً أمام جملة من التساؤلات لا تنتهي عند الذي سيتناوله المواطن في حال اختلت المعادلة الإنتاجية او اعتراها شيء ما من حدث طارئ أو قوة قاهرة أو سواها، وما دور اتحاد الفلاحين في هذه المعادلة، بل المسألة تتعدى ذلك إلى السؤال عن ماهية المحاصيل والمواسم التي ستشغّل الفلاح السوري والتي ستطعم المواطن السوري اللهم إن لم يكن الاستيراد هو الحل، والذي يبدو أنه بات جلياً كخيار مريح ووحيد لكثير من القطاعات التي اعتادت الراحة.
إذاً البروتينات والنشويات الصرفة باتت رفاهية إلا فيما ندر، لتتصدر الكربوهيدرات التي تؤمنها البطاطا خلال الموسم الحالي على الأقل.. في غياب واضح لدور منظمة شعبية هائلة القدرة والإمكانيات، بل قادرة على لعب دور مهم جداً في توجيه الفلاح صوب مصلحته ومصلحة المواطن، إن لم نقل بقدرتها على النهوض بمهام أكبر وأكثر ضرورة كلعب دور الوسيط بين الفلاح والمستهلك، والمسوّق بينهما كذلك..!!
متوالية لا تبدو نهاية كرة ثلجها بالنسبة للمواطن، في حين يحذّر اتحاد الفلاحين شأنه شأن أي محلل زراعي أو مواطن في وقت يمتلك فيه من الإمكانيات ما يجعل منه قوة حقيقية تحدث فارقاً ضمن المشهد، بل يمكن له تولي كل ما يتصل بالفلاح في العملية الزراعية، من دون أن يقتصر على التحذير والتنبيه ووضع السيناريوهات الأسوأ والتي يسأل عنها كاتحاد أول ما يسأل باعتباره الجهة المعنية بالفلاح بالدرجة الأولى.. مع الانتباه إلى التصنيف: الفلاح وليس العملية الزراعية.
السابق