الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
أكد مدير عام الهيئة العامة لمستشفى دمشق “المجتهد” الدكتور أحمد عباس لـ “الثورة” أنه كجزء من التزام الهيئة بمواصلة ضمان تقديم خدمات صحية بمستويات جودة عالمية، تعمل المستشفى لإرساء نموذج الرعاية وجعله أساساً لمنظومة رعاية صحية شاملة ومتكاملة بطابع خاص يتمحور حول المريض، حيث يقدم المستشفى خدمات طبية متعددة سواء في الجراحات وعمليات التنظير وجلسات غسيل الكلية وخدمات أخرى ومتنوعة، لافتاً إلى أن الخدمات الطبية مستمرة على مدار ٢٤ ساعة، وبأيدي كوادر وطنية مؤهلة من خلال كوادر الأطباء والتمريض والفنيين والإداريين.
وفي إطار جهود أطباء المستشفى والتي تعبر الحدود العالمية لفت الدكتور عباس أنه تم إجراء عمل جراحي فوق العادة، ولأول مرة عالمياً، “تصميم يفصل منتصف الوجه عن قاعدة الجمجمة”، ليأتي هذا العمل الجراحي غير المسبوق وغير العادي ليرقى بالحصول على براعة اختراع بتصميمه وتصنيعة وتركيبه، متجاوزاً كل الحدود ليغزو العالم بجهود كبيرة صقلتها أيادي فريق طبي، سلاحهم العمل والعلم والمعرفة والقيم الإنسانية والفن والإتقان والإبداع.
وفي تفاصيل العمل الجراحي بين الدكتور عباس أنه راجع المريض ( م،ت) شاب بعمر ١٩ سنة الهيئة، شعبة جراحة الوجه والفم والفكين، يعاني من تناذر كروزون الناتج عن تشوه خُلقي ناجم عن التحام دروز قحفية مبكر، أدى إلى تراجع شديد جداً في عظام منتصف الوجه (الفك العلوي، المركب الوجني الفكي، جحوظ شديد في العينين) مع تقدم فك سفلي، حيث راجع المريض بقصد إجراء الإصلاح الهيكلي بالتقويم الجراحي بعد انتهائه من مرحلة رصف الأسنان وفك المعاوضات كان قد أجراها وعلى مدار سنتين استشاري التقويم الدكتور محمد يونس حجير وبالتنسيق معه للوصول لأفضل النتائج.
استشاري الجراحية القحفية الوجهية وجراحة الوجه والفكين الدكتور حسام الجمّال الذي أجرى العمل الجراحي مع مجموعة من الأطباء المقيمين في شعبة جراحة الوجه والفم والفكين أوضح أنه تمت دراسة الحالة وإجراء الاستقصاءات، والمحاكاة ثلاثية الأبعاد على الطبقي المحوري MSCT، وباستخدام الصور الشعاعية، والأمثلة الجبسية، والصور الفوتوغرافية، وتم تصميم واختراع خط فصل هيكلي عظمي غير موجود سابقاً والأول من نوعه على مستوى العالم يشمل فصل منتصف الوجه عن قاعدة الجمجمة (الفك العلوي مع المركبين الوجنيين ZMC بالكامل والحافة السفلية والحافة الوحشية للحجاج كقطعة واحدة )، وطبعت كامل الجمجمة طباعة ريزين لمحاكاة الفصل.
وأوضح أنه تم تصميم وطباعة ليزرية لدلائل جراحية معدنية لأماكن الفصل والقصّ العظمي المحددة مسبقاً، بقصد تقديم منتصف الوجه بالكامل إلى الأمام 7 ملم، مع تصميم وطباعة ليزرية ثلاثية الأبعاد من التيتانيوم لبروتيزات ليتم من خلالها التعويض عن أماكن الفراغات العظمية الناجمة عن التقديم من جهة، وتثبيت منتصف الوجه المفصول مع باقي العظام المجاورة من جهة أخرى.
وأضاف أنه استكمل الإصلاح الهيكلي بإجراء إرجاع الفك السفلي 6,5 ملم بتقنية BSSO وبالاعتماد أيضاً على تصميم وطباعة دلائل جراحية معدنية للفصل والشطر العظمي، وبالنتيجة تم تقديم كامل عظام منتصف الوجه عدا عظم الأنف ٧ ملم، وإرجاع الفك السفلي ٦،٥ ملم، والحصول على عضة وإطباق مثالي بين الفكين.
وبين الدكتور الجمال أنه أُنجز العمل الجراحي خلال ٨ ساعات عمل متواصل، ليبقى المريض تحت المراقبة والعناية الفائقة لمدة ١٢ ساعة، بعد ذلك استمرت متابعته في شعبة جراحة الوجه والفم والفكين، ليتخرج من المستشفى بعد يومين من العمل الجراحي وهو بحالة عامة جيدة جداً ولا يزال يراجع قسم العيادات الخارجية لمتابعة حالته.
وأضاف أنه بعد ذلك يتابع مع اختصاصي التقويم لإنهاء الحالة تقويمياً على أسنان الفكين والحصول على نتائج إطباقية مثالية ومستقرة.
ولا بد من التنويه أن اختراع الفصل العظمي سمّي باسم الدكتور الجمّال (JAMMAL OSTEOTOMY) ويعمل حالياً على نشره عالمياً، كما أن هذا العمل أنجز بمشاركة كبيرة من: مختبر ليمو السني التقني الرقمي المتطور مع كوادره المميزة بقيادة الأستاذ حسان نور الدين، والمخبرية الأستاذة علا الخليل بحرفيتها الحاسوبية المتقنة.