جهاد اصطيف – حسن العجيلي:
تشهد الصرافات الآلية التابعة لفروع المصارف التجارية بحلب، حالة ازدحام غير مسبوقة، سببها حاجة العاملين في الجهات العامة والمتقاعدين والمتعاملين لسحب أجورهم ومعاشاتهم الشهرية، وبات الحصول على الراتب آخر الشهر هماً آخر يضاف إلى هموم هؤلاء الذين يعانون أصلاً من غلاء غير مسبوق للأسعار وظروف اقتصادية صعبة .
دائرة من المعاناة
قد يبدو المشهد العام للصرافات التي تتوزع في مركز المحافظة إلى أطرافها متوازناً مع الخدمات التي يقدّمها، سواء للموظفين أو المتعاملين الذين يوطنون رواتبهم في فروع المصرف التجاري، لكن حقيقة الأمر غير ذلك لأن دائرة معاناة هؤلاء ما زالت تتسع وهم يبحثون عن الصرافات الجاهزة للخدمة، الأمر الذي يثير استياء لديهم جرّاء تعطل أغلبها وخروجها من الخدمة، ما يخلف أحياناً الشجارات والسجالات لديهم، حيث يضطرون إلى الانتظار لساعات طويلة أمام إحداها علّهم يظفرون بالراتب ويعودون أدراجهم لمشاغلهم أو بيوتهم.
هذه الخدمة التي يفترض أن تكون حضارية وتريح مستعمليها بدت نقمة من خلال المعاناة اليومية، وعلى الأخص أول كل شهر، فقد أضحت كلّ الاحتمالات ممكنة بدءاً من أعطالها المستمرة وصولاً لتغذيتها بالأوراق النقدية ونفادها في وقت الذروة ما يزيد من المعاناة لكلّ من يستعملها، خاصة الذين عبروا لنا عن أسفهم لما يحصل لرواتبهم التي لم تعد تكفى لعدة أيام.. آملين من الجهات المعنية إيجاد حلول سريعة لمشكلتهم.
قلّة الصرافات الجاهزة
جميل- موظف قال: انتظر ساعات طويلة أمام الصراف لسحب راتبي من دون فائدة، وقد اضطر للعودة في اليوم التالي بسبب الازدحام الشديد، وهذه المشكلة يعاني منها جميع الموظفين الذين تصرف رواتبهم عبر المصرف التجاري منذ سنوات، مشيراً إلى أن سبب الازدحام عدة أمور منها الانقطاعات المتكررة للشبكة كما يبرر الموظفون دائماً وعدم وجود الكهرباء لتشغيل الصرافات، بالإضافة إلى قلة عدد الصرافات الجاهزة للخدمة منها ، الأمر الذي بات بحاجة لمعالجة حقيقية على أرض الواقع.
موظف آخر: ليتني أستطيع نقل حسابي إلى أي مصرف آخر يخدم الزبون بالشكل الصحيح ويفتح أبوابه لاستقبال المواطنين، ولكن ماذا عن الموظفين أمثالنا الذين وطنت رواتبهم عبر المصرف التجاري، ولا نستطيع سوى الجري من صراف إلى آخر للملمة راتبنا الذي لم يعد يصمد لأيام معدودة بطبيعة الحال.
إحدى السيدات قالت: كنت ممن لم يحالفهم الحظ بقبض رواتبهم فقرروا تأجيل سباقهم إلى صباح اليوم التالي بانتظار أن تقوم إدارات فروع المصارف المختصة بإيجاد حلّ يسعفهم.
المحافظة تزيل العقبات
عضو المكتب التنفيذي في مجلس محافظة حلب محمد فياض أوضح أنه يتم العمل ليل نهار لتجاوز أي عقبة تعيق عمل صرافات فروع المصرف التجاري، حيث قامت بتأمين التيار الكهربائي طيلة اليوم لصرافات الفرع «٦» في ساحة سعد الله الجابري، إلا أن المشكلة التي تسببت بعطل ٣ صرافات منها، هي سوء استخدام المتعاملين معها، مشيراً إلى أن الشركة المتعاقدة مع الإدارة العامة لم تستطع تأمين القطع التبديلية اللازمة لبعضها، ووعدت الإدارة العامة بتأمين صرافات بديلة عنها، داعياً بالوقت نفسه إدارة المصرف رقم «٧» لسرعة تأمين مبلغ الكبل المغذي لتشغيل ٤ صرافات قرب المتحف الوطني، حيث ستتم تغذيتها بالتيار الكهربائي من المحافظة والبالغ قيمته فقط ٦٤٠ ألف ليرة، الأمر الذي يخفف من الازدحامات خاصة في مركز المدينة.
وأضاف: إن المحافظة عملت أيضاً على تأمين سيارة مع وقودها لتغذية صراف التجاري «٢» عند الجمارك وهي تتغذى بالتيار الكهربائي طيلة اليوم أيضاً، أما الفرع «٣» بالجامعة وبعد أن توقف العمل بنظام «يو بي إس» فقد أعيد العمل بموجبه للصرافات بهدف سهولة سحب للمبالغ الكبيرة، الأمر الذي يخفف كثيراً من أعباء المواطنين والمتعاملين.
يبدو أن هناك جهات عدة معنية بالأمر، وباعتقادنا أن إدارة المصارف ومن تتبع له المسؤولة بالمقام الأول، لو تقوم بعملها بعيداً عن سماعنا المبررات، كعدم توفر الميزانية والبنى التحتية التي لا تساعد، إلى غيرها من المبررات، والتي لا تفيد طوابير المنتظرين لقبض راتبهم أو سحب أموالهم بشكل مريح من دون أي منغصات.
تصوير:خالد صابوني