الثورة – ناصر منذر:
لليوم الثاني على التوالي تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط دعوات دولية إلى ضرورة وقف القتال والعودة إلى طاولة الحوار.
وفي ظل التطورات الميدانية المتسارعة أعلنت قيادة الجيش السوداني عن السيطرة والاستيلاء على قواعد ومقرات قوات الدعم في عدد من المدن السودانية.
وفي منشور للقيادة العامة للقوات المسلحة نشر على فيس بوك، أعلن الجيش السوداني عن السيطرة على قواعد قوات الدعم في مدن”بورتسودان” و”كسلا” و” لقضارف” و”الدمازين” و”كوستي” و”كادوقلي” ومعسكر”كرري” شمال “أم درمان”، بعد أن غادرته قوات الدعم تاركة وراءها العتاد والمركبات.
كذلك نفت قيادة الجيش صحة الأنباء التي تتحدث عن استيلاء قوات الدعم السريع أو حتى اقترابها من أي من مقرات القيادة العامة، مضيفة: “إن برج القوات البرية تعرض لحريق نتيجة لنيران الاشتباكات الصباحية، وتمت السيطرة عليه ولم يصب أحد بأذى”.
لجنة أطباء السودان المركزية ذكرت في هذه الأثناء إن مجموع القتلى من المدنيين بلغ 56 شخصاً، فيما أصيب 595 بينهم عسكريون، ومنهم عشرات من الحالات الحرجة.
وأضافت اللجنة في بيان لها اليوم: “إننا نهيب بتغليب صوت العقل والوقف الفوري لإطلاق النار العبثي والذي راح ضحيته أبرياء مدنيون عزل، ولابد من فتح ممرات آمنة لإجلاء المحتجزين والعالقين والمصابين لإسعافهم”.
وأشارت اللجنة إلى أن “بعض حالات الإصابات والوفيات العسكرية تم تحويلها إلى المستشفيات النظامية، كما يوجد إصابات ووفيات بين المدنيين لم تتمكن من الوصول إلى المستشفيات والمرافق الصحية.
وعلى خلفية تواصل الاشتباكات،دعا مجلس الأمن الدولي، أطراف النزاع إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وأعرب المجلس عن القلق البالغ بشأن الاشتباكات العسكرية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ودعا إلى العودة الفورية إلى الحوار.
وفى بيان صحفي نشر على موقع الأمم المتحدة الالكتروني عبر أعضاء المجلس عن الأسف لوقوع خسائر في الأرواح وإصابات بما في ذلك بين المدنيين وحثوا الأطراف المعنية على وقف الأعمال القتالية فورا واستعادة الهدوء كما دعوا الأطراف إلى العودة إلى الحوار لحل الأزمة الحالية في السودان.
وشدد البيان على أهمية الحفاظ على الوصول الإنساني وضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة كما جددوا التزامهم القوى بوحدة وسيادة واستقلال جمهورية السودان وسلامتها الإقليمية.
بدوره دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان منسوب للمتحدث باسمه، قادة الجيش السوداني وقوات الرد السريع إلى “وقف الأعمال القتالية على الفور واستعادة الهدوء وبدء الحوار لحل الأزمة الراهنة”.
وأضاف إن أي تصعيد آخر للقتال سيخلف أثرا كارثيا على المدنيين وسيفاقم الوضع الإنساني الصعب في السودان ودعا الدول الأعضاء بالأمم المتحدة في المنطقة إلى دعم جهود استعادة النظام والعودة إلى المسار الانتقالي.
وفى وقت لاحق ذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة على موقع تويتر أن غوتيريش بحث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي كيفية تهدئة الوضع في السودان، كما تحدث مع قائد قوات الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو، داعيا إلى الوقف الفوري للعنف والعودة إلى الحوار.
من جانبها دعت الصين إلى تهدئة الأوضاع والعودة إلى طاولة الحوار في السودان.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان نشر على موقعها الإلكتروني:“نراقب عن كثب تطورات الأوضاع في السودان، وندعو الطرفين إلى إنهاء الاقتتال ومنع التصعيد والعودة إلى الحوار والدبلوماسية”.
إلى ذلك أعلنت السفارة الصينية في السودان أنها لم تتلق أي تقارير حول وقوع إصابات بين مواطنين صينيين موجودين في السودان.
وكانت تصاعدت الخلافات في السودان اثر تحركات لقوات الدعم السريع داخل العاصمة الخرطوم وولايات عدة قال الجيش إنها تمت دون موافقته وانه سيكون هناك مواجهة محتملة في ظل هذه التحركات التي تشكل تجاوزا للقانون.