الثورة – منهل إبراهيم:
تستمر الخلافات والصراعات الدولية بشكلها الجديد، وتستمر معها تصريحات واشنطن التي تناور فيها حيناً وتتوعد فيها حيناً آخر، يرافق ذلك تقدّم شبه صامت من روسيا والصين، بموازاة ضجيج الخلافات الأوروبية الأوروبية، والأوروبية الأمريكية، مع وضوح في التغييرات في بُنى السياسات الدولية وملفاتها المختلفة، لتشكل بجملتها من بعيد صورة مرحلة المخاض هذه، بين العالم القديم، والجديد الناشئ من رحمه.
واليوم صرح منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي أن الأسابيع والأشهر المقبلة حاسمة بالنسبة لأوكرانيا، موضحاً أن الولايات المتحدة ستحاول تزويد كييف بما تحتاجه.
وقال كيربي في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” اليوم الثلاثاء: نحن في البيت الأبيض نعلم أن الأسابيع والأشهر المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لأوكرانيا، ونريد أن نتأكد من أننا نوفر لهم القدرات التي يحتاجون إليها، مؤكداً أن المساعدة العسكرية الأمريكية لأوكرانيا ستستمر.
وأعلن البنتاغون، في وقت سابق، أن موارد الولايات المتحدة للمساعدة العسكرية لأوكرانيا استثنائية، ولكنها ليست بلا حدود، وقال نائب وزير الدفاع كولين كال، خلال مقابلة مع مجلة “فورين بوليسي” : من الواضح أن لدينا مبلغاً غير عادي من المال خصصه الكونغرس لدعم الدفاع عن أوكرانيا، لكنه ليس بلا حدود.
وبشأن رغبة أوكرانيا في الحصول على مقاتلات “إف-16″، أكد المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى عام ونصف لتزويد أوكرانيا بمقاتلات F-16، إذا تم اتخاذ قرار: يمكننا إنفاق كل الأموال على طائرات إف-16 وستصل هذه الطائرات في غضون عام ونصف من الآن”.
وأضاف كال أنه إذا قررت واشنطن إرسال طائرات مقاتلة إلى كييف، فإنها لن تساعد أوكرانيا في العمليات الهجومية في الربيع والصيف.
كما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من استخدام الأسلحة التي قدمتها واشنطن إلى كييف لضرب الأراضي الروسية، وأنها غير مهتمة بالدخول مباشرة في الصراع بأوكرانيا، وكذلك في تصعيده إلى حرب عالمية ثالثة.
في السياق، أشار خبير أمريكي في مقال تحليلي على منصة أمريكية إلى أن الصراع الأوكراني والانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2024 قد يكون لهما تداعيات خطيرة على بعضهما بعضاً، واعتبر الكاتب روبرت فارلي في مقاله المنشور على منصة “19fortyfive” الأمريكية، أنه إذا لم يتم حل الأزمة المذكورة أعلاه قبل بدء الانتخابات.
وقد تصبح نتيجتها مرتبطة بالوضع في ساحة المعركة، حيث تفهم كل من موسكو وكييف هذا الأمر، وعلى مدار العام ونصف العام القادمين ستبذلان كل ما في وسعهما لتشكيل ملامح هذه الانتخابات.
وأضاف الكاتب في مقاله أنه “يجب على الروس والأوكرانيين أن يأخذوا العواقب السياسية للصراع على محمل الجد، ونتيجة لذلك، يجب على واشنطن فعل الشيء نفسه”،حسب تعبير الكاتب.
