ترافقت احتفالات شعبنا هذا الأسبوع في الذكرى 77 لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن بغصةٍ وعهدٍ..الغصّة سببها استمرار الاحتلال الصهيوني للجولان، ووجود الاحتلالين الأميركي والتركي على جزء من الأرض في الشمال والشرق، والعهد بأن يستمروا في الصمود والنضال إلى جانب الجيش البطل لتحرير كامل ترابهم من المحتلين وإعادة سورية واحدة موحدة بأرضها وشعبها وقيادتها.
كما ترافقت هذه الاحتفالات مع الأمل بتحقيق انفراجات في علاقات وطنهم مع الدول العربية وأيضاً الأمل بإنهاء الحصار والعقوبات التي تنهي معاناتهم.
وهنا نجدد القول إن السوريين الذين حققوا جلاء المستعمر الفرنسي لم يكتفوا بذلك إنما ورّثوا أبناءهم وأحفادهم عزة النفس ورفع الرأس والابتعاد عن كل أشكال الخضوع والخنوع والتبعية للأجنبي الذي يحتل أرضهم أو يستغل خيراتهم أو يحاربهم بلقمة عيشهم أو يريد سلب قرارهم، ونتيجة ذلك واجه جيل اليوم من الشعب السوري بمختلف أطيافه أدوات الاستعمار القديم والجديد من العصابات المسلحة أولاً، والإرهاب الدولي الداعم لهؤلاء المرتزقة ثانياً، والاحتلالين الأميركي والتركي لجزء من أرضهم ثالثاً، وكل محاولات سلب قرارهم وإخضاعهم وجعلهم تابعين للهيمنة الأميركية ومن يدور في فلكها وفلك الصهيونية العالمية رابعاً.. وقد حققوا الانتصار تلو الانتصار، وهم في طريقهم لتحقيق النصر النهائي عاجلاً أم آجلاً، بصمودهم التاريخي وجيشهم الأسطوري وقيادتهم الشجاعة والحكيمة ومساعدة حلفائهم.
ومع هذا النصر المؤكد فإن الأمل بمحاربة الفساد والفاسدين والمفسدين وتجار الأزمات، لأنهم على قناعة تامة أن الجلاء الكامل والاستقلال الناجز في وطنهم سيبقى منقوصاً إذا لم تتخلص دولتهم من هؤلاء ويسود الحق والعدل ويكون الجميع تحت سقف القانون في ظل إصلاح يطمح لتحقيقه كل وطني شريف من أبناء الشعب السوري.
وكل عام وسورية شعباً وجيشاً وقائداً بألف خير.