الثورة – حماة – سرحان الموعي:
منذ خمسة عشر يوماً استيقظنا صباحا على سرقة أكبال الشبكة الكهربائية للمرة الثانية ولمسافات ليست قصيرة قاربت الـ ٥٠٠٠ متر.. ومنذ ذلك الوقت ونحن دون كهرباء وبالتالي دون مياه ودون إنارة ودون نت.. باختصار تحولت حياتنا وكأننا خارج التاريخ، هذا ما قاله للثورة عدد من المواطنين القاطنين في مزرعة الصارمية وعين الجرن ومزرعة السهل الأخضر في حماى.
ويتابع المواطنون حديثهم بالقول: المشكلة أن شركة الكهرباء كأنها لا تستطيع فعل إلا كتابة ضبوط بالسرقة وتقييدها ضد مجهول مع أن السرقات باتت يومية، حيث ازدادت خلال الآونة الأخيرة أعمال التخريب المتعمدة والتعديات والتجاوزات التي تتعرض لها مكونات الشبكة الكهربائية في معظم المناطق بشكل ملحوظ، واستغل ضعاف النفوس الظروف الراهنة لسرقة الكابلات والتجهيزات النحاسية بهدف الاستفادة من بيعهم لمادة النحاس.
ويجمع الكثير من الأهالي المتضررين من عمليات السرقة على أن من تسول لهم أنفسهم الاعتداء على الممتلكات والأموال العامة مجرمون وهذا ما بدا جليا في قضية السرقة التي تعرضت لها الشبكات الكهربائية والمحولات في منطقتي الغاب والمحروسة ومصياف وسلمية، وحرمان عشرات القرى والبلدات من الكهرباء.
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف تقوم هذه السرقات اليومية ولمسافات طويلة وبكميات كبيرة دون تواطؤ عدة أطراف، ولاسيما إذا دخلنا في التفاصيل أين يذهب هذا النحاس المسروق وبهذه الكميات الكبيرة؟
والسؤال الأهم أين دور الجهات المعنية؟ والى متى نترك هذه العصابات المنظمة تسرح وتمرح وتستبيح مقدراتنا وتجعلنا نعيش بالظلام؟ والى متى تبقى شركة الكهرباء مكتوفة الأيدي لا حول لها ولا قوة.. حيث أجاب رئيس قسم كهرباء سلحب المهندس محمد نمر محمد بأن دورهم يتلخص بتنظيم ضبط بالسرقة ومخاطبة الإدارة بحماة عن طريق التسلسل مشيرا إلى أن السرقات شبه يومية ولمسافات طويلة وبكميات كبيرة؟
أما مدير عام شركة كهرباء حماة المهندس حبيب خليل فأكد أن قيمة الخسائر الناجمة عن هذه السرقات بلغت من أول العام ولغاية ٣١ آذار مليارين وثلاثمائة مليون ليرة وعبر عن عجز الشركة وقال لنا انه يحتاج إلى عشرات الأطنان من الألمنيوم لتعويض السرقات والكميات بازدياد.. وأكد أن المشكلة قائمة طالما هذه العصابات دون رادع وأن الإمكانيات بالشركة محدودة جداً لتعويض ما تتم سرقته.
أخيرا يمكننا القول إن هذه السرقات تقوم بها عصابات منظمة ولن تتوقف إن لم تتم ملاحقتها فوراً، ومادام هناك سلك واحد من النحاس على الشبكة، وطالما تراخت الجهات المعنية عن ردعها، مع اقتراح أن تقوم شركة الكهرباء باستبدال الشبكة النحاسية بشبكة الألمنيوم إن كان الأمر متاحاً فنياً ومالياً وتنهي هذه المشكلة التي يعيشها المواطنون بحماة ريفا ومدينة.