الثورة – هراير جوانيان:
تألق النجم الأرجنتيني، تاتي كاستيلانوس، بشكل قوي، بعدما سجّل رباعية (سوبر هاتريك) تاريخية في شباك ريال مدريد، ليقود فريقه جيرونا إلى الفوز بنتيجة 4-2 ضمن منافسات الجولة 31 لبطولة الدوري الإسباني الممتاز لكرة القدم.
قدّم هديتين لبرشلونة.. سر إغلاق حساباته
وسبق لصاحب الـ(24) عاماً أن تعرّض لانتقادات قوية من جماهير فريقه جيرونا، بسبب إضاعته هدفاً سهلاً في مواجهة برشلونة التي انتهت بالتعادل السلبي، يوم 10 نيسان الجاري، حينها اضطر النجم الأرجنتيني إلى إغلاق حساباته في تويتر وفيسبوك وإنستغرام بسبب حجم السخرية الذي تعرض له نظير إهداره هدفاً سهلاً في مواجهة أندريه تير شتيغن.
ومنح ذلك الهدف الضائع نقطة التعادل لبرشلونة وجنّبهم الخسارة في طريقهم لحصد لقب الليغا، وتابع كاستيلانوس تقديم الهدايا الثمينة للفريق الكاتالوني برباعيته التاريخية في الغريم التقليدي ريال مدريد، والتي جعلت برشلونة قريباً للغاية من التتويج باللقب، ومنحته فرصة توسيع الفارق إلى 14 نقطة، في حال الفوز على رايو فاليكانو، اليوم الأربعاء.
ويبدو أن (بطل المباراة) بات يستعد لإعادة حساباته من جديد، خصوصاً بعد هذا التألق اللافت والذي سيساهم في رفع أسهم اللاعب والتأكيد على موهبته القادمة.
ليلة ساحرة
وكان كاستيلانوس سعيداً للغاية بعد نهاية المباراة، إذ قال في تصريحات صحفية: أعتقد أنها كانت ليلة ساحرة جداً، وهي مباراة حُلم لعبناها أمام أكبر الفرق في العالم، أشعر بسعادة عارمة واحتفلت مع الجماهير بهذا الانتصار، هم يدعمونني دائماً إلى جانب عائلتي في الأرجنتين. وأضاف: إنه شعور مختلف وهو بمثابة الحُلم أن أسجل في شباك ريال مدريد، فما بالك بإحراز سوبر هاتريك، كنا بحاجة للانتصار وأنا سعيد جداً، نحن فزنا على أفضل نادٍ في العالم وسعيد لزملائي وللجماهير على هذا الفوز.
أرقام قياسية
وحين أحرز بطل المباراة الهدف الثالث في الدقيقة (46) من زمن اللقاء، عادل كاستيلانوس رقم الأسطورة ليونيل ميسي، وأصبح ثاني لاعب أرجنتيني يحرز هاتريك في شباك الملكي، خلال الـ(10) سنوات الأخيرة في الدوري الاسباني، أما عند إحرازه الرابع بات أول لاعب يحرز سوبر هاتريك في مرمى الميرنغي، بعد النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي لاعب فريق برشلونة الإسباني، عام 2013، حين كان لاعباً مع بايرن ميونيخ الألماني.
وبحسب شبكة أوبتا للإحصائيات، فإن كاستيلانوس أضحى أول لاعب يسجل هدفين في أول 25 دقيقة ضد ريال مدريد في مباراة بالدوري الإسباني، منذ أندريه سيلفا لاعب إشبيلية، تحديداً سنة 2018.
ذكرى أميركية
وأعاد هذا التألق الرائع لكاستيلانوس إلى الأذهان أرقامه المميزة في الدوري الأميركي الممتاز لكرة القدم، إذ توّج في موسم 2020-2021 بلقب هدّاف المسابقة برصيد 19 هدفاً في 32 مباراة مع نادي نيويورك سيتي، وهو الفريق الذي قاده إلى الانتقال إلى جيرونا صيف العام الماضي، على سبيل الإعارة، وقد يقوده تألقه الحالي للظفر بعقود أكبر بالانتقال إلى نوادٍ أوروبية أكبر.
أسباب هزيمة الميرنغي
هذا وخرج جيرونا بأكبر انتصار في تاريخ مواجهاته مع الميرينغي، إذ سبق له الفوز في مناسبتين، الأولى في الدور الأول لموسم (2017-2018) على ملعبه (2-1)، ثم الثانية في مباراة الدور الثاني لموسم (2018-2019) بنتيجة (2-1)، ولكن هذه المرة في قلب (سانتياغو برنابيه). وكانت هناك مجموعة أسباب وراء هذه الخسارة الكبيرة 2-4، سنستعرض أبرزها في التقرير التالي.
أخطاء دفاعية بالجملة
كان خط الدفاع في أسوأ حالاته خلال مواجهة جيرونا، خصوصاً البرازيلي إيدير ميليتاو، الذي تسبب في أغلب أهداف المنافس، وقدم أسوأ مباراة له مع الفريق الملكي، بحسب وصف صحيفة ماركا، في الوقت الذي حصل فيه اللاعب على تقييم 3 من 10 بحسب موقع غول.كما كان لغياب الحارس تيبو كورتوا عن اللقاء دور في هذه الهزيمة، خصوصاً أن الفريق لم يكن سيئاً على المستوى الهجومي، ونجح في الوصول في أكثر من مناسبة، لا سيما البرازيلي فينيسيوس، الذي سجل الهدف الأول لفريقه وقدم تمريرة حاسمة في الهدف الثاني الذي أحرزه لوكاس فاسكيز.
الاستهانة بالمنافس
لم يدخل وصيف الليغا، والذي بلغ نصف نهائي أبطال أوروبا مؤخراً على حساب تشيلسي، اللقاء بقوة، حيث كان مستهيناً بإمكانات المنافس في البداية، الأمر الذي كلفهم هدفين في أول 24 دقيقة، مما صعب موضوع عودته في اللقاء، خصوصاً أن الفريق المضيف أخذ الثقة وزمام المبادرة، متسلحاً أيضاً بعاملي الأرض والجمهور.
غياب الأولوية لليغا
ويضع الجهاز الفني للفريق الملكي كامل تركيزه على مسابقة دوري أبطال أوروبا، وبطولة كأس ملك إسبانيا التي بلغ فيها اللقاء النهائي حيث سيقابل أوساسونا، فبعد وصول الفارق إلى 11 نقطة في الليغا، بات المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي يمنح الراحة للعديد من نجومه، سواء بالبقاء على الدكة أو عدم دخول قائمة الفريق أصلاً في الدوري، وهو الأمر الذي تكرر من خلال غياب الهداف الفرنسي كريم بنزيمة عن اللقاء بداعي الحاجة إلى الراحة، إذ تسبب هذا في ضغط كبير على لاعبي الميرنغي كون الدولي الفرنسي السابق يعمل على الاحتفاظ بالكرة بصورة مميزة وصنع فرصاً لزملائه، وهو الأمر الذي فقده الريال في هذه المواجهة.