سلوى إسماعيل الديب:
تفاوتت الآراء بما قدم من دراما في هذا الموسم الرمضاني 2023بين معجب ومتابع وبين ناقد ولا مبالٍ، فكان لنا وقفة مع بعض الوجوه الأدبية لنطلع على رؤيتهم:
تأخر بنقل الحدث
المترجم الأديب محمد الدنيا يتابع بتقطع والسبب لأنها دائماً متأخرة بتصوير الأحداث التي نعيشها، حيث تأتي بعد زمن لدرجة أنها تفقد جاذبيتها لمن يتأمل ويتابع مسلسلات كهذه لذلك نتمنى أن تصور الأحداث الهامة في حينها.
إثارة وتشويق
الشاعرة رحاب رمضان: من خلال متابعتي لبعض المسلسلات الرمضانية بعضها طرح موروثاً تاريخياً ثقافياً، وسلط الضوء أمام المشاهدين على حقبة تاريخية مهمة وطريقة والتعاطي معها والوصول إلى التخلص من مشكلاتها بطريقة مملوءة بالإثارة والتشويق.
ومنها ما طرح أحداثاً جديدة قريبة متصلة بالحرب الكونية على سورية، بحيث تكون هذه المسلسلات بمثابة سجل تاريخي، ووثيقة مهمة لما حل في بلدي سورية من حرب قذرة، أقف بفخر واعتزاز أمام الدراما العربية السورية.
في المسلسلات
والأهم المبنى الحكائي أي الطريقة الفنية التي كتب فيها النص، كانت عالية المستوى، فكنت أراقب تنامي الشخصيات والحوار فيما بينها، فمثلاً جملة واحدة تكون قادرة على تلخيص مشهد كامل أو موقف يحمل رؤى كبيرة، وهذا ما نسميه بالتكثيف النثري، إضافة للحوار وطرقه المتنوعة، وطريقة تقديم الشخصيات كان مختلفاً مبدعاً وردّات الفعل غير المتوقعة، وهذا يحتسب للكاتب و قدرته على تحميل عنصر المفاجأة في نصوصه، هنا شعرت أن الكتابة بخير تحترم العقل الآني لكل شرائح المجتمع، إضافة إلى تناقل اللهجات المختلفة على امتداد المساحة السورية وهذا أيضاً يغني الدراما.
يطور أدواته
أما بالنسبة للممثلين لمحت تطوراً ملحوظاً على الأداء، وهذا يدل على اشتغال الممثل السوري على نفسه، والإصرار على التغيير والإبداع وتقديم الأفضل, ومن حيث التصوير وهنا بيت القصيد، فالوسائل الفنية المستخدمة مبهرة ومتطورة أدهشتنا وأمتعتنا، والتي في بعض المسلسلات «عاصي الزند» «وأخيراً» كانت اشبه بالتصوير السينمائي العالمي.
بعيدة عن التكرار
أما مهدية الحلاق احدى رواد فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب أشارت لإعجابها بأغلب المسلسلات لطرحها أفكاراً جديدة، فمسلسل زقاق الجن كان مختلفاً من حيث القصة والحبكة، حيث أخذنا لشيء مختلف في البيئة الشامية بعيداً عن الحمام والقهوة الشعبية والقبضايات، وسلط الضوء إلى أصالة بعض الحرف كالحفر على الخشب.
مضيفة: برغم الخطأ في التصوير في بداية مسلسل «الزند عاصي» وظهور ألواح الطاقة الشمسية في وقت من المفترض أنها لم تكن موجودة، فهو عمل مميز من حيث المناطق التي تم التصوير فيها، فشدتني كمشاهد، وقد تألق كعادته «تيم حسن» وظهر العديد من الممثلين الشباب الذين تألقوا كذلك كالممثل أنس طيارة، ونانسي خوري برغم قصر دورها.
استخفاف
وتابعت أنه برغم أن مسلسل عاصي جسدَّ مرحلة الاحتلال العثماني، لكننا لمسنا صدق القصة وأنها ليست مستوحاة من الخيال، أما اللهجة التي استعملت فكانت مميزة وجميلة وهي لهجة منطقة في الساحل.
أما مسلسل مقابلة مع السيد أدم فلم يكن بالمستوى المطلوب، فهو لم يمسك في الجزء الثاني خيوط الأحداث، حيث همشت بعض الشخصيات، كان المفترض أن يكون حضورها أكبر، في العمل استخفاف بعقل المشاهد كإقامة أخت المغدورة مع السيد أدم في المنزل نفسه من دون مبرر..
كان دور رنا شميس غير مقنع في الجزء الثاني، مع وجود ضبابية بالأحداث، حيث لم يفهم المشاهد بعض تفاصيل الأحداث، وأعطى العمل صورة مشوهة عن مهنة المحاماة.