الثورة – ناصر منذر:
دخلت المعارك المتواصلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يومها الـ 14 وسط استمرار تبادل الاتهامات بين الطرفين، ولا تشير التطورات الميدانية والسياسية الراهنة إلى وجود أي بوادر لحل قريب ينهي الأزمة الناشئة، ويوقف الاشتباكات العسكرية التي أسفرت حتى اليوم عن سقوط 411 قتيلاً من المدنيين و2023 مصاباً منذ بدايتها في الخامس عشر من الشهر الجاري، وفق ما أعلنته نقابة أطباء السودان اليوم.
وما يحدث في السودان اليوم، لا يمكن فصله عن سياسة الفوضى الهدامة التي تغذيها الولايات المتحدة في الساحات الدولية، لاسيما وأن واشنطن وشركاءها الأوروبيين يريدون التغطية على هزائمهم أمام روسيا في أوكرانيا، من خلال خلق هذا المشهد الساخن لصرف الانتباه عما يجري على الساحة الأوكرانية، وكذلك فإن الأصابع الإسرائيلية لا يمكن استبعادها عما يجري في السودان، نظراً للأطماع الصهيونية المتربصة بهذا البلد.
ومع تصاعد حدة الاشتباكات قال الجيش السوداني في بيان له اليوم إن التآمر على الدولة السودانية كان كبيراً وخططت له جهات في الداخل والخارج، لافتاً إلى نجاحه في إحباط محاولة فاشلة للاستيلاء على الحكم بقوة.
وأكد البيان وفق ما ذكرته وسائل إعلامية متعددة، أن الجيش نجح في إحباط مشروع لاختطاف الدولة السودانية بكل تاريخها لصالح مشروع حكم ذاتي. وأضاف أن الجيش يعمل على تهيئة الظروف المناسبة لتتمكن الشرطة وبقية أجهزة الدولة من استئناف عملها، مشيراً إلى أنه يعمل على عودة الحياة لطبيعتها بأسرع وقت ممكن.
وقال الجيش: “بالرغم من موافقة القوات المسلحة على تمديد الهدنة المقترحة إلا أن الطرف الآخر استمر في خرقها، ما تطلب التعامل العسكري مع هذه الخروقات”.
وأضاف: “استمر القصف العشوائي بالمدافع في بحري وأم درمان والخرطوم لإجبار السكان المدنيين على إخلاء هذه المناطق لاستخدامها كمرابض للمدافع، وللقناصة على أسطح البنايات العالية منها”. مشيراً إلى أن قوات الدعم السريع سيطرت على مستشفى الخرطوم بعد طرد الكوادر الصحية وإدخال أسلحة وجنود للمستشفى”.
من جانبها، أعلنت قوات “الدعم السريع” في بيان، سيطرتها “على 90 بالمئة من كامل ولاية الخرطوم، وأن جميع المنافذ المؤدية إلى داخل الولاية مؤمنة تماماً بواسطة قواتها”.
وأردفت: “تصدت قواتنا إلى عدد من الهجمات على مواقع تمركز القوات إلى جانب الهجمات المتواصلة بالطيران والمدافع في مخالفة وخرق للهدنة الإنسانية حيث تعاملت قواتنا مع تلك الهجمات بحسم”.
وجددت قوات الدعم السريع التزامها الكامل بالهدنة الإنسانية المعلنة لفتح ممرات آمنة للمواطنين، من أجل توفير احتياجاتهم الأساسية ولتسهيل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب.
ومساء الخميس، أعلن الجيش السوداني و”الدعم السريع” في بيانين، موافقتهما على تمديد الهدنة الإنسانية 72 ساعة إضافية.
يشار إلى أن المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع دفعت الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد بعثات دبلوماسية، براً وبحراً وجواً.