تقرير ريم صالح:
مع دخول المعارك في السودان أسبوعها الثالث، تتواصل الاشتباكات في السودان، وهو الأمر الذي وضع الأزمة بين أنياب التدويل في ظل فشل الهدن الست في إرساء وقف جدي لإطلاق النار ولو مؤقتاً تمهيداً لجلوس طرفي النزاع (الجيش السوداني وقوات الدعم السريع) إلى طاولة المفاوضات، لاسيما وأن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءاً مع ارتفاع حصيلة الضحايا وانعدام الأمن والاستقرار وغياب الخدمات الأساسية للمواطنين السودانيين.
وأفادت مصادر إعلامية بأن العاصمة الخرطوم، شهدت اشتباكات بين المتحاربين وغارات جوية، فيما حذّر وزير خارجية جنوب السودان دينق داو من تدويل الصراع المستمر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.
تأتي هذه التطورات في وقت قال فيه رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في السودان فولكر بيرتس إن الطرفين باتا أكثر انفتاحاً على المفاوضات، كما قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إن أياً من الطرفين في السودان لا يمكن أن يحقق نصراً عسكرياً.
في غضون ذلك أعلنت الداخلية السودانية نشر قوات الشرطة في الطرقات لتأمين الممتلكات العامة والخاصة وضبط الانفلات.
وقال الجيش السوداني إن وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي بدأت فتح مناطق جنوبي العاصمة الخرطوم، مشيراً إلى أن من وصفهم بالمتمردين استمروا في القصف العشوائي لمناطق في محيط القيادة ووسط الخرطوم وأم درمان، وأنهم مستمرون في محاولات جلب قوات من غرب البلاد.
كما أوضح أن لجنة أمن ولاية غرب دارفور نجحت في الحد من التوتر القبلي بين بعض المكونات الاجتماعية بالولاية.
وذكر الجيش السوداني أن قواته اشتبكت مع ما وصفهم بـ” المتمردين” في مناطق الحلفايا وجنوب أم درمان، مؤكداً تحقيق نجاحات أثناء عمليات التمشيط في المنطقتين.
كما أعلنت السلطات في ولاية نهر النيل شمالي السودان حالة الطوارئ في الولاية، وأصدر والي القضارف شرقي البلاد أمراً بإعلان الطوارئ بالولاية لمدة شهر.
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن مقتل أكثر من 528 شخصاً، في حين وصل عدد المصابين إلى نحو 4600 شخص جراء الاشتباكات بين الجانبين، كما قالت نقابة أطباء السودان إن 70% من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات متوقفة عن الخدمة.
وذكرت النقابة أن 15 مستشفى تعرضت للقصف، كما أُخلي 19 مستشفى آخر بشكل قسري، وتعرّضت 6 سيارات إسعاف للاعتداء، كما منعت طواقم طبية من نقل المرضى وإيصال الإمدادات.
هذا و أعلنت حكومة ولاية الخرطوم منح الموظفين عطلة رسمية حتى إشعار آخر، على خلفية الاشتباكات التي تشهدها العاصمة السودانية.