الثورة – عبد الحميد غانم:
العمل أبلغ خطاب، والعمل لا يجلب المال فقط، ولكنه يجلب السعادة، وعمل يجهد أفضل من فراغ يفسد، ولا شيء يجعلنا سعداء سوى أن نرى أنفسنا ونحن ننجز شيئاً ذا معنى، وعندما تحب عملك فإنك تمارسه بإحساس عال من المسؤولية، وأفضل الإنجازات التي يمكن تحقيقها هي أن نضفي عنصر المتعة والتشويق إلى العمل.
ولأهمية العمل والعمال في حياة المجتمعات والشعوب أصبح هناك عيدا للعمال يدعى عيد العمال العالمي أو يوم العمال العالمي يحل في الأول من شهر أيار كلِّ عام، وهو يومٌ مخصَّصٌ لدعم العمال تقديراً لجهودهم، وتحفيزهم على المطالبة بحقوقهم والاحتفال بالنضالات والتضحيات التي قدَّموها على مدى السنوات.
إذ يشكل قطاع العمال أكبر قطاع في جسم الشعب الفاعل في المجتمع والدولة والمحرك الرئيس الذي يشغل الاقتصاد الوطني في الدول بالنسبة للاقتصاد العالمي.
يعود عيد العمال في أصله لعام 1869، إذ شكل عمال قطاع الملابس في فيلادلفيا الأمريكية، ومعهم بعض عمال الأحذية والأثاث وعمال المناجم، منظمة “فرسان العمل”، كتنظيم نقابي يكافح من أجل تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل، واتخذ التنظيم الأول من أيار يوما لتجديد المطالبة بحقوق العمال وتذكير العالم بهمومهم ومواقفهم وللاحتفال بالإنجازات الاجتماعية والاقتصادية التي يتم تحقيقها من قبل فئة العمال في المجتمع.
ويحل يوم العمال العالمي هذا وسط تحديات وصعوبات ومشكلات يواجهها العمال في سورية والعالم وتنظيمها النقابي بسبب سياسات الهيمنة الأمريكية وقوانين الحصار الجائرة التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب على أغلبية دول المنطقة والعالم التي تقاوم مخططاتهم المعادية التي تريد نهب ثروات الدول والشعوب وقدراتها وتمنع تقدمها وتطورها وخلاصها من العقبات التي تعترض طريق تنميتها وتقدمها.
وباعتبار العمال يشكلون القطاع الأوسع والأهم في بناء المجتمعات والدول وذراعها في التقدم والتطوير والتنمية، فإنه يتأثر بشكل كبير نتيجة لتلك السياسات الرعناء للإمبريالية الغربية التي تمنع عمال العالم من الاستفادة من إنجازاتهم على صعيد الإنتاج والبناء من خلال إبقاء حياتهم تعاني الغلاء وشغف العيش بسبب احتكار التقدم وسلب جهدهم لمصلحة الإمبريالية التي تصادر تقدمهم ومطالبهم في العيش بكرامة وسعادة عبر سياساتها التي تبقي المجتمعات في حالة تخلف وتمنع عنها وسائل التحضر للاستفادة من إمكانات بلدانهم وقدراتها وثرواتها، وتفرض عقوبات اقتصادية وحصارات اقتصادية لتعطيل حياة النمو الاقتصادي في تلك البلدان.
لذلك فمن المهم أن تتحول مناسبة الاحتفال بعيد العمال، إلى فعالية عالمية تطالب القوى الاستعمارية الغربية بالعدول عن سياساتها الاحتكارية والمهيمنة ورفع العقوبات والحصار الاقتصادي عن سورية ودول المنطقة والعالم لرفع المعاناة والظلم التي تعطل طرق حياة العمال والشعوب والعيش بكرامة وسعادة فضلا عن وقف احتلالها وعدوانها .