الملحق الثقافي- سلمى صوفاناتي:
للرواية دور بارز في تحفيز القدرة على اكتشاف أفكار ومشاعر الآخرين .. وصنع نماذج عقلية لهم .. ففي الروايات نتعرف على شخصيات مختلفة .. نخمن دوافعهم الخفية .. ونتتبع بشغف لقاءاتهم وحديثهم مع الأصدقاء والأعداء والجيران والعشاق .. مايخلق روابط اجتماعية فعلية بين القارىء والشخصيات .. فهي ليست مجرد قصص للمتعة وضياع للوقت .. إنما هي تنمي جمال التعبير وتحسن أسلوب الكتابة وتثري الحصيلة اللغوية وتساعد على فهم الآخرين .. تحفز الخيال كمايقول انشتاين : الخيال أهم من المعرفة لأن المعرفة على كل مانعرفه الآن ..أما الخيال فيشمل الكون كله وما لانعرفه .. وفي ظل انتشار مواقع السوشل ميديا على نحو كبير .. أصبح الناس يولون كل انتباههم واهتمامهم لتلك المواقع التي تحمل مخاوف وهواجس من ثقافة تتجه أكثر وأكثر بعيداً عن القراءة .. مع فقدان متعة البحث عن المعلومة التي تجعلها ترسخ بالذاكرة بعد كثرة التدقيق والتحليل .. أما اليوم فقد بات الناس يولون ظهورهم للصفحات المكتوبة ويتوجهون بكل ساعات فراغهم لمواقع التواصل الاجتماعي .. كونها أكثر يسراً للحصول على المعلومة ..وقد تكون أكثر متعة لدى البعض ممن يستهين بقيمة المادة الفكرية..
ربما تكون تلك المواقع أكثر إغراء من قراءة كتاب طويل عريض حتى نعرف مانريد .. وفي ثقافة تقدس السرعة والفعالية تبدو الكتب غير عملية بالمرة .. لذا يجد معظمنا في المقالات القصيرة ومقاطع الفيديو الحل البديل والخيار الأمثل لكل مابها من سرعة وسهولة.. فبناء معرفة تعتمد حصرياً على الانترنت به قدر ليس بقليل من العيوب الكثيرة التي من الممكن أن تضغط عليها وعلى اتخاذ قرار ما إذا كنت ستضغط عليها وربما لاتحتوي معظمها على أي معلومة ثرية أو ثقيلة في تفسيرها العلمي .. مما يجعل المعارف تصبح سطحية للغاية مقارنة بتلك التي نتتبعها عبرالكتب وكثرة البحث.
العدد 1142 – 2-5-2023