سلة غذاء الوطن العربي.. ولكن بين فكي شركات الغرب الجشعة

ريم صالح:
ما الذي يحدث في السودان، وكم هو حجم تدخل الأصابع الخارجية الخفية التي تحاول من تحت الطاولة تدمير هذا البلد، تمهيداً لتمرير أجنداتها النهبوية؟.
الإجابة عن هذا السؤال يعرفها السودانيون جيداً، فالجيش السوداني وفي آخر بيان له حسم الموقف عندما قال: “إن هناك جهات داخلية وخارجية خططت للتآمر على السودان، وهذه معركة ليس فيها أي مجال للحياد الزائف وستنجلي قريباً لصالح بقاء الدولة السودانية ومؤسساتها”.
ولندرك حقيقة ما يجري في السودان لا بد لنا في البداية من التنويه إلى أن السودان كدولة تزيد مساحته على 2،5 مليون كم مربع فهو بذلك يتصدر قائمة الأقطار العربية وعموم بلدان القارة السمراء من حيث حجمه الجغرافي، فضلاً عن محاذاته تسعة بلدان عربية وافريقية، علاوة على إطلالته الواسعة على البحر الأحمر التي تمتد لمسافة 390 ميلاً قبالة الشواطئ السعودية، فضلاً عن جزره التي تربو على الست والثلاثين جزيرة، وهذا الأمر جعل له حضوراً وتأثيراً في أمن البحر الأحمر ودول حوض النيل، فضلاً عن الوضع في القرن الإفريقي، إضافة إلى ذلك فإن تنوع سكانه وثقافتهم العربية والإفريقية يجعل منه دولة ذات تأثير كبير في طبيعة العلاقات العربية الإفريقية، كما أن تحكُّمه في مجاري نهر النيل كونه دولة الممر الأساسية يضيف بعداً آخر إلى ثقله في سياسات المنطقة.
وانطلاقاً من المثل القائل: “إذا عرف السبب بطل العجب” فإننا نستطيع القول هنا بأن السودان ليس ثالث أكبر بلد أفريقي فحسب، ولكنه أيضاً وتدريجياً أصبح ثالث أكبر منتج للنفط في أفريقيا، ولم تتفوق عليه سوى نيجيريا وأنجولا، حيث قدر مسؤولون في هذا القطاع إجمالي احتياطي النفط بنحو 65.4 مليون برميل من النفط و300 مليار قدم مكعب من الغاز، كما تشير التقديرات إلى وجود احتياطيات هائلة محتملة في المناطق الصحراوية في شمال غرب السودان وحوض النيل الأزرق ومنطقة البحر الأحمر في شرق السودان، ولكنها ليست مكتشفة بعد.
كما أن السودان احتل المرتبة الثالثة من حيث أكبر منتج للذهب في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا وغانا، والتاسع على مستوى العالم.
كذلك يعتبر السودان من أغنى الدول العربية والإفريقية بثروته الحيوانية والتي تقدر فيه أعداد حيوانات الغذاء (أبقار – أغنام – ماعز – ابل) بحوالى 150 مليون رأس من الماشية (30 مليون رأس أبقار، 37 مليون رأس أغنام، 33 مليون رأس ماعز، 3 مليون رأس من الإبل)، إضافة لـ 4 ملايين رأس من الفصيلة الخيلية، أي نحو 4 أضعاف ما تملكه هولندا، فضلاً عن 45 مليوناً من الدواجن وثروة سمكية تقدر بحوالي 100 ألف طن للمصائد الداخلية و10 ألف طن للمصائد البحرية، إلى جانب أعداد كبيرة مقدرة من الحيوانات البرية.
كذلك فإن السودان اكبر بلد منتج للسمسم بالعالم، وهو أيضاً من أكثر دول العالم إنتاجا للذرة، ولديه اكتفاء ذاتي من السكر، وهو أيضاً الدولة الأولى المصدرة للصمغ العربي، ويمتلك 1،5 مليون طن يورانيوم، دون أن ننسى أنه أكبر دولة افريقية منتجة للايثانول، وهو مركب كيميائي يدخل في العديد من الصناعات.
يضاف إلى ذلك، احتلاله أي السودان المرتبة الثانية في القارة من حيث الزراعة المروية، ففي السودان أكثر من 10 أنهر يتدفق بعضها بصورة دائمة أو موسمية، وذلك عدا عن مياه الأودية والمياه الجوفية ومياه الأمطار، إذ يصل معدل الأمطار السنوي عن ما يزيد على 400 مليار متر مكعب.
وبناء عليه وانطلاقاً من لغة الأرقام كان لابد للولايات المتحدة الأمريكية وأيضاً للكيان الإسرائيلي أن يستثمرا بالحرب الدائرة هناك، بل ربما لا نجافي الحقيقة إذا قلنا بأن لهما اليد الطولى لإشعال الحرب بالمطلق، طالما أن الهدف كان ولازال نهب خيرات السودان، واستنزاف ثرواته، وإغراقه بالديون، دون أن ننسى الدور الذي قد تلعبه أمريكا و”إسرائيل” أيضاً عبر ابتزاز دول المنطقة بالورقة السودانية، لما يمثله أمن السودان من أمر استراتيجي ينصب أولاً وأخيراً في أمن واستقرار كل الدول المجاورة، وبالتالي أمان شعوب المنطقة دون استثناء.
يكفينا فقط التنويه هنا إلى أن الموساد الإسرائيلي أصدر كتاباً عام 2015 يسمى “مهمة الموساد في جنوب السودان” يحدد فيها الآليات التي يمكن من خلالها تجزئة السودان وتفتيته، وأيضاً إذا ما علمنا بمخطط برنارد لويس المفكر الصهيوني مستشار الرئيس الأمريكي بوش الأب الذي استهدف تقسيم كافة الدول العربية بما فيها السودان، وكذلك مخطط الباحث الإسرائيلي عوديد بينون عام 1982 وكلاهما اتفقا على أن مستقبل السودان هو التقسيم والنهب.
وإذا تابعنا أيضاً ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، في 22 نيسان 2023 بأن السودان يشكل موقعاً إستراتيجياً غنيّاً بالموارد الطبيعية، الأمر الذي يوجز رؤية صنّاع القرار في واشنطن والعواصم الغربية الأخرى التي تطمع كلها للفوز بقطعة منه، لأنه مرشّح للاستحواذ والسيطرة عليه.

وكذلك إذا ما تابعنا تصريحات كبار المحللين التي تؤكد أنه، وعند استعراض السيناريوهات المستقبلية للصراع الجاري، من وجهة النظر الأميركية في الدرجة الأولى، نجد أن جوهرها يصب في خانة استمرار وتيرة الصراع في السودان، وضمان استمرار توريد الأسلحة المختلفة، والحيلولة دون انتصار فريق على آخر بشكل حاسم، وأيضاً تستهدف توريد بقايا الإرهابيين من داعش والقاعدة من ليبيا وسورية وبلدان أخرى باتجاه المسرح السوداني، فضلاً عن تهيئة مناخات تجنيد جماعات عرقية سودانية، وتسليحها، ومن شأنها استهداف وحدة الصف السوداني، وابتزاز الدول المجاورة عبر ورقة المياه ربما، ودون أن ننسى كذلك محاولة أمريكا المستميتة للمساس بالمصالح الروسية والصينية والعلاقات الاقتصادية والاتفاقيات الموقعة بين موسكو وبكين والخرطوم بشكل أو بآخر، وإذا ما نظرنا إلى ذلك كله فإننا ندرك بالمطلق بأنه دائماً وأبداً وفي كل خراب وفتن وإرهاب فتش عن أمريكا وإسرائيل.

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك