برنارد لويس و”سايكس بيكو” الجديدة

راغب العطيه:
تأكيداً على وجود “نظرية المؤامرة” التي يحاول البعض تبرئتها مما يعانيه وطننا العربي الكبير من مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية، أصبحت تهدد العديد من دولنا العربية في وحدتها واستقرارها واستقلالها وسيادتها، فان كل ما يحدث في البلاد العربية، وخاصة التي لديها مشروع وطني وقومي وموقفها معلن وثابت تجاه الكيان الصهيوني وسياسات الولايات المتحدة الأميركية والغرب ككل، إن كل ذلك وغيره يتم وفق مخططات صهيونية استعمارية ومشاريع مدروسة تم وضعها في كواليس الغرب المظلمة، وليس آخرها ما يحدث الآن في السودان الشقيق.
كما لا يخرج عنها المشروع الإرهابي الداعشي الأسود الذي تقوده وتشرف عليه واشنطن منذ أكثر من عقد في سورية والعراق وتعمل على نشره إلى أماكن أخرى من العالم.
فالدول الاستعمارية لا ترغب بالاستقرار في الدول العربية وتقف في مواجهة أي مشروع قومي يبرز على الساحة العربية، ومن أجل هذا الهدف الاستعماري الدائم والثابت تعمل دوائر الغرب المتصهين على إشعال الفتن في الدول العربية في محاولة منها لتفتيتها وتقسيمها خدمة للكيان الصهيوني، وما يجري الآن من أحداث مؤسفة في السودان الشقيق هو جزء من مخططات الاستعمار التي تستهدف إعادة صياغة وتشكيل المنطقتين العربية والإفريقية بما ينسجم مع أطماعه التي لا حدود لها.
والمخططات الصهيونية والأميركية للسودان جزء لا يتجزأ من المخططات المرسومة لاستهداف كل الدول العربية وهي قديمة قدم المشروع الصهيوني في فلسطين، كما أنها تتجدد مع كل فترة لتأخذ لبوساً يتناسب مع المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ليسهل معها إثارة الفتن والنعرات والطائفية وغيرها بهدف الوصول إلى التقسيم والتفتيت، ويمكن تسمية ما يجري في هذه المرحلة بـ”سايكس بيكو الجديدة”.
من أبرز تلك المخططات مخطط المفكر الصهيوني البريطاني المتأمرك برنارد لويس والذي شغل منصب مستشار الرئيس الأميركي بوش الأب، وهو يتوافق مع مخطط الصهيوني عوديد بينون الذي وضعه عام 1982، والاثنان اتفقا على أن مستقبل السودان هو التقسيم واقترح الأول، تقسيمها لأربعة أقسام “دولة النوبة عاصمتها أسوان، دولة السودان في الوسط، دولة دارفور، ودولة جنوب السودان” بينما اقترح الثاني نفس السيناريو الأول، ولكن بدون دولة دارفور، وقد تحقق بعض بنود هذه المخططات المجرمة بحق شعب السودان ودولته بانفصال الجنوب عنه عام 2011.
وقد أعطى انفصال جنوب السودان عن الوطن الأم السودان دفعاً كبيراً لدى كل المتربصين بهذا البلد العربي والإفريقي المهم، وما يجري اليوم في السودان من اقتتال بين الأشقاء هو استكمال لهذه المشاريع التفتيتية التي تعمل الدوائر الصهيونية في أميركا وأوروبا على تغذيتها وصب الزيت على نارها لتأكل الأخضر واليابس في بلد من أغنى البلدان العربية والإفريقية، الأمر الذي يتطلب من أبناء السودان الغيارى على وطنهم وشعبهم أن يستفيقوا، وأن لا يدعوا واشنطن والكيان الصهيوني ومن لف لفهم أن يدمروا بلدهم وتاريخهم وحضارتهم العربية الأصيلة.

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك