الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
أكَّد الأسير الفلسطيني المحرر طلعت أبو جهاد مدير مركز الدراسات في حركة الجهاد انتصار المقاومة الفلسطينية على العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي تصاعد مؤخراً ضد شعبنا الفلسطيني في الأراضي المحتلة في القدس والضفة وغزة،
مشدداً على دور الشباب والجيل الفلسطيني الذي يخوض المعركة اليوم مع العدو الصهيوني بكل قوة وصلابة، وأنه أعاد للأمة العربية وللشعب الفلسطيني الأمل بالثبات على الحقوق والصمود والتمسك بالمقاومة سبيلاً للانتصار على العدو وتحرير الأرض المحتلة، وعودة الحقوق المغتصبة.
وقال أبو جهاد في ندوة بمناسبة مرور 75 سنة على جريمة اغتصاب فلسطين، وجاءت تحت عنوان: (اغتصاب فلسطين جريمة تفتقد للمشروعية ومخالفة للقانون الدولي)، أقامتها اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني بالتعاون مع مؤسسة القدس الدولية (سورية) وفصائل المقاومة الفلسطينية ظهر اليوم في مكتبة الأسد الوطنية: نبارك لشعبنا ولأمتنا ولمحور المقاومة ولكل أحرار العالم هذا النصر الذي أنجزه أبطال فلسطين في غزة جيل فلسطين الذي قدم لنا البطولات وأعطى للعالم درساً جديداً من دروس الانتصار على العدو الصهيوني، وأثبت لنا أن الكفاح والنضال والمقاومة هي السبيل لتحرير فلسطين.
وأشار أبو جهاد إلى الأزمة الوجودية التي تعاني منها حكومة الكيان ومحاولتها للهروب إلى الأمام من مأزقها والذي يترجم عدواناً وتصعيداً وجرائم دموية وممارسات قمعية وتهويدية وعنصرية ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وحيا أبو جهاد مواقف دول وقوى محور المقاومة وفي المقدمة سورية على دورها الفاعل في دعم القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمة العربية، مشيراً إلى عجز كيان العدو عن تسجيل أي انتصار يخرجه من أزماته الداخلية، وأن جيش العدو بات اليوم عاجزاً عن مواجهة واسعة مع المقاومة الفلسطينية أو أي مقاومة أخرى، وأن الكيان مهدد بالسقوط والاندحار والزوال.
من جهته، تحدث المستشار رشيد موعد قاضي محكمة الجنايات سابقاً في الندوة، مشيراً إلى الجرائم الصهيونية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، وبعدها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء فلسطين قبل النكبة وبعدها، مبرزاً مجموعة من الوثائق السياسية الدولية التي تكشف تورط القوى الغربية في رعاية جرائم الكيان وتسهيل قيامها ومد الكيان الغاصب بالأسلحة والوسائل الإجرامية التي كان يستخدمها في الاحتلال والعدوان.
وأشار المستشار موعد إلى الجوانب القانونية والحقوقية التي تؤكد بطلان وكذب الحجج والذرائع التي استخدمتها الصهيونية وتذرعت بها لتبرير قيام الكيان الغاصب على أرض فلسطين، وأن أكذوبة أرض الميعاد هي أكبر أكذوبة تناقض القوانين والشرائع الدولية، وهي وهم لا تزال الحركة الصهيونية تستخدمها لتبرير قيام الكيان الغاصب وتناقض وتخالف القانون الدولي الذي أرسته الأمم المتحدة في ميثاقها الذي قامت عليه، وأنه لا توجد قاعدة أو مبدأ يشرعن وجود الكيان على أرض فلسطين.
في حين أكَّد الأستاذ الجامعي سليم بركات من جانبه على ضرورة توفر الإرادة لدى الشعب الفلسطيني والأمة العربية من أجل هزيمة المشروع الصهيوني ومواجهة عدوان الكيان الغاصب وممارساته القمعية والتهويدية والعنصرية للإبقاء على وجود الكيان، مشيراً إلى أنه لولا الدعم الغربي السياسي والعسكري والاقتصادي لما استطاع هذا الكيان الاستمرار طيلة 75 سنة على قيامه، داعياً إلى الاهتمام بتحشيد الإمكانات كلها العلمية والعسكرية والاقتصادية وحتى الفكرية والثقافية والتربية والتعليم لمواجهة العدوان وتعزيز الحضور الفلسطيني والعربي في المحافل والمنابر الدولية في التأكيد على الحقوق الفلسطينية وتسليط الضوء على الرواية العربية الفلسطينية في مواجهة ادعاء الرواية الصهيونية.
وأشار الدكتور بركات إلى أن كل الدلائل والمؤشرات الصادرة من هنا وهناك، وحتى من قبل إسرائيليين، تؤكد على زوال الكيان الغاصب وأنه يحمل في مكوناته عوامل انهياره بما فيها الانقسامات والخلافات السياسية والدينية والوجودية التي تضرب كيانه داخلياً، وأن معركتنا مع العدو معركة حق والحق لا يموت.
وقد أدار الندوة الدكتور صابر فلحوط رئيس اللجنة الشعبية، مستهلاً تقديمه بالتعريف بالمحاضرين والتأكيد على أن الندوة أضافت في الإضاءة على جوانب الصمود والأمل في القضية الفلسطينية، ومنحتنا العزم والقوة لندرك أن الغد أفضل من اليوم، ونحن سائرون باتجاه تحرير فلسطين واستعادة حقوقها.
وقد تحدث عدد من الحضور، فأشار الأستاذ أحمد خزعة إلى أن قضية فلسطين لا تزال قضية مركزية للأمة والعالم، وأن صراعنا مع العدو صراع وجود لا صراع حدود، داعياً الإعلام العربي إلى فضح الادعاءات الصهيونية وكشف زيفها.
أما الدكتور محمد موعد فأشار إلى أن الصراع مع الصهيونية على أرض فلسطين معركة تاريخية قديمة لا تنفي حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية بأرض فلسطين بل تثبتها، ولن تمحوها مهما كانت التحديات وأضاليل العدو والادعاء الكاذب باغتصاب فلسطين.
فيما أشارت الدكتورة مانيا بيطاري عضو قيادة منظمة طلائع حرب التحرير الشعبية الفلسطينية ” قوات الصاعقة” إلى أن التطورات خلال فترة اغتصاب فلسطين، لم تمح عقيدة الصمود والمقاومة لدى شعبنا الفلسطيني وبقيت ثابتة، بينما نزعة احتلال فلسطين واغتصابها هي المتحول، وأن ما نشهده من تطورات في الساحة الفلسطينية يؤكد أن الأوضاع تتجه لصالح العقيدة الفلسطينية في الصمود والمقاومة وحتمية النصر على العدو وتحرير فلسطين وعودة الحقوق. حضر الندوة الدكتور محمد قيس الأمين العام للقيادة الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي، والدكتور طلال ناجي الأمين العام للجبهة اللشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، وخالد عبد المجيد أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، والدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية – سورية وعدد من ممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية وسفراء فلسطين واليمن وفنزويلا بدمشق، ولفيف من الفعاليات السياسية والحزبية والإعلامية من سورية وفلسطين.