الثورة – رفاه الدروبي:
«بوح» و»شهقة» عملان مسرحيان راقصان قدَّمهما طلاب قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية ضمن احتفالية يوم الرقص العالمي لمدة نصف ساعة لكلّ عرض وسط جمهور غفير صفق لكلا العملين في دار الأسد للثقافة والفنون داخل القاعة المتعددة الاستعمالات.
تناولت مسرحية «بوح» قصصاً شتى نسجها ١١ طالباً وطالبةً. كلّ واحدة تُعرِّي الحياة الاجتماعية وتحكي عن العنف ضد المرأة ومعاناة الرجل في المجتمع من جهة أخرى.
فيما تناولت مسرحية «شهقة» الفرق بين العرس والعزاء والقاسم المشترك بينهما اللباس الرسمي عرضتها ١٢طالبة بينهم طالب واحد خلال العمل.
نهج الطلاب في العرض أسلوباً تعبيرياً جميلاً من خلال حركاتٍ إيمائيَّةٍ راقصةٍ ظهرت على الوجه واليدين، وجسدٍ اتصف بليونةٍ كبيرةٍ وحركاتٍ بهلوانيَّةٍ ضمن القاعة أثارت إعجاب حضور لم تتسع له القاعة.
عميد المعهد العالي للفنون المسرحية تامر العربيد بيَّن أنَّ المعهد نظَّم احتفالية لليوم العالمي للرقص استمرَّت مدَّة خمسة أيام عقدت ورشات عمل لمدة يومين تضمَّنت أربع جلسات للمهتمين ومحبي الرقص، مُنوِّهاً بأنَّ عرضي «بوح وشهقة» أداهما طلاب قسم الرقص يعكسان مستوى أكاديمي رفيع للمعهد العالي ومدى العمل الدؤوب على تطوير إمكانات الطلبة وتمتُّعهم بتقنية وذهنية عاليتين سار وفقهما الراقصون، ما أدَّى إلى نتيجة جيدة وأضاف: إنَّ العرض كان مُشوِّقاً وبذلوا جهداً كبيراً على كافة الأصعدة، باحثين عن مستوى أفضل للوصول إلى النتيجة العالية ذاتها.
بدوره مخرج مسرحية «شهقة» نورس عثمان أشار بأنَّ العمل اعتمد على فرضية النقاط المشتركة بين العزاء والأعراس، وتمَّ التوصُّل إلى ثلاثة خيارات بعد البحث. منها: الاعتماد على الزي الرسمي وشعور الفقدان والصندوق بغض النظر إن جلست فيه العروس أو حمل جثة المتوفى.
وقال: إنَّ الهدف من العرض يتلخَّص بأننا سنبقى موجودين مهما شرَّقنا أو غرَّبنا فهناك محاولة دائمة للنجاة، وأن نجد طرقاً وأساليب مختلفة يتخلَّله حزن بشعور الفقدان، وبدا بمشهد العزاء والعرس حيث تضطرُّ الأنثى أن تكون سلعة كي تتقدَّم للعريس، وتظهر بمشهد الصندوق، ومحاولة لذكرٍ واحد ينقذها من مجتمعها، مُشيراً إلى موسيقا فرنسيَّة رافقت العرض للمؤلف ديفيد لاند ومختارات من أغانٍ تراثيَّة.
أما الإضاءة فكانت متناوبة ما بين الأزرق العاكس للون الليل والأبيض الدَّال على الصبح، وضمن معمعة الحياة قادرون على الاستمرار. وشعور داخلي ينتابه يُعرِّي المشاعر وليس الجسد، ويطفو على الشكل الخارجي ظهرت بأغنية من تراث محافظة دير الزور بأغاني فرح لكنَّ وجههم حيادي.