وفاء فرج:
جمعت كل من سورية والسعودية علاقات اقتصادية جيدة قبل اندلاع الحرب على سورية تمثلت في عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم كإقامة منطقة التجارة الحرة بين البلدين والاتفاقية الموقعة بين غرفة تجارة دمشق والغرفة التجارية الصناعية بمكة والغرفة التجارية الصناعية بجدة وغيرها من العلاقات الاقتصادية التي جمعت البلدين، إلا أن قيام الحرب على سورية أدى إلى انقطاع هذه العلاقات بشكل كامل استمر لأكثر من عقد وانتهى في آذار عام 2023 حيث اتفق البلدين على عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما والذي سيقود إلى استئناف العلاقات الاقتصادية بين كل من سورية والسعودية.
الاحصائيات والبيانات تشير الى أن أهم السلع السورية المصدرة إلى السعودية تتركز بالدرجة الأولى بالقطاع الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي مثل الحيوانات الحية (الضأن – الماعز) – الخضار والفواكه (البندورة – الخس – فليفلة – البرتقال – كرز- دراق – خوخ – عنب – كمثرى – مشمش) عدس – حمص – كمون – زيت الزيتون- المصنوعات السكرية – قمر الدين – ألواح صلبة ناتجة عن تنضيد وضغط الورق – أقمشة متنوعة – نسيج تركيبية – خيوط قطنية- ألبسة بأنواعها (رجال – نسائي) أحذية – أحجار كلسية – أجزاء وقطع منفصلة – أدوات مائدة ومطبخية – مصنوعات من حديد أو صلب.
أما بالنسبة للسلع المستوردة من السعودية فتتمثل بالموارد الغذائية وشامبو ومواد تنظيف – مواد كيماوية – حبيبات ومساحيق معدة للصناعة – خيوط تركيبية – خيوط من بوليستر – مرايا وزجاج – محولات كهربائية – غاز البوتان – زيوت نفط – ألواح وصفائح من مواد مختلفة – ورق معد للتجميل – أسلاك كابلات من الألمنيوم – حبيبات أو مساحيق معدة للصناعة – قوارير – ألواح من ألياف خشب – ألواح وأنابيب -محولات.
وحول ما تشهده هذه العلاقات من تطورات وانفتاح سياسي وانعكاس ذلك على الاقتصاد والتجارة، اكد نائب رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها لؤي نحلاوي ان العلاقات التجارية مع السعودية لم تنقطع خلال الازمة ابدا وان ذلك عامل ايجابي لدخول البضائع السورية الى الاسواق الخليجية اجمالا مبينا ان التعامل مع البضائع السورية مختلف تماما عن الوضع الذي كان سابقا نتيجة سوء التفاهم وانه مع عودة العلاقات وزيارة السيد الرئيس بشار الاسد المرتقبة الى السعودية سوف تفتح ابواب تصديرية وتجارية وتعاونية ما بين البلدين بشكل كبير جدا وهذا ما نلمسه حاليا والفترات السابقة والامور تسير بالطريق الصحيح مبينا ان سورية صمدت وانتصرت ونأمل ان يتوج انتصارها بعودة العلاقات كما كانت عليه في السابق.
بدوره خازن غرفة صناعة دمشق جورج داوود اكد ان حجم التبادل التجاري بين سورية والسعودية كان قبل الحرب الارهابية على سورية جيد وشهد نموا حقيقيا من خلال الصادرات والواردات وانه بعودة العلاقات السياسية حتما سيعود الالق للعلاقات الاقتصادية مشيرا الى وجود تعاون صناعي بين البلدين قديم ويوجد شراكات صناعية لبعض المعامل الانتاجية بين المملكة السعودية وسورية معربا عن سعادته بهذا الانفتاح وعودة العلاقات السياسية املا ان تنعكس بدورها على تفعيل العلاقات الاقتصادية بما يعود بالفائدة على الشعبين الشقيقين ويزيد من حجم الاستثمارات المشتركة.
من جهته عضو مجلس ادارة غرفة صناعة دمشق نور الدين سمحا اكد على انهم ينظرون الى عودة العلاقات السياسية مع السعودية بإيجابية مطلقة والانفتاح العربي على سورية مبينا انهم كوسط صناعي وتجاري يعقدون امالا كبيرة لعودة العلاقات الاقتصادية والصناعية مع دول الخليج وخاصة مع السعودية بحيث تعود كما كانت عليه قبل عام ٢٠١١ خاصة ان علاقاتنا كانت قبل هذا التاريخ جيدة وهناك علاقات اقتصادية كبيرة وكان هناك تصدير للألبسة بكميات جيدة املا باستعادة هذه الاسواق والتصدير الى الخليج والسعودية التي تعتبر سوقاً كبيراً ومن اهم الاسواق للسلع السورية المرغوبة من قبل المستهلك السعودي متمنيا ان يكون للقمة العربية مخرجات تنعكس على العلاقات الاقتصادية.
من جهته عضو مجلس ادارة غرفة تجارة دمشق محمد الحلاق قال: تكمن اهمية اعادة العلاقات السياسية بين الدول بتزامن مع انفتاح اقتصادي بما يعود بالنفع على عدة اطراف سواء من خلال الاستيراد والتصدير مبينا ان التربة الخصبة في سورية تقدم الكثير من المنتجات الجيدة وكذلك الصناعة السورية الكفوءة بكثير من القوى التصديرية وبالتالي تكمن قوة اعادة العلاقات الاقتصادية بين البلدين بتأمين فرص عمل بين البلدين اضافة الى اعادة الاعمار وبالسفر والسياحة والمعارض حيث تؤثر كل هذه الامور على العلاقات السياسية لافتا الى انه حين تتوفر البيئة المناسبة السياسية يستطيع الجميع تأمين مصادر اضافية بالنسبة لموضوع التوازنات الاقتصادية وان ما يهمنا في سورية هو عودة الاشقاء والاصدقاء وتعاونهم من اجل احياء الاقتصاد السوري ودفعه الى الامام خاصة.
بدوره الاستاذ بجامعة دمشق كلية التجارة والاقتصاد الدكتور عابد فضلية قال: لابد من الاشارة الى ان العلاقات الاقتصادية الدولية الخارجية ذات اهمية كبيرة لاي دولة في العالم، بغض النظر عن غناها وكثرة مواردها، وكذلك الامر بالنسبة للعلاقات بين سورية والدول الاخرى، لاسيما العلاقات مع الدول التي يستهدفها المصدر السوري، ومنها السعودية ودول الخليج العربي، حيث هناك تكامل نسبي في الموارد بين هذه الدول، فالسعودية على سبيل المثال تعد بالنسبة لسورية المصدر الرئيسي للحبيبات البلاستيكية الصناعية، وتعد ايضا من اكبر المستوردين لبعض انواع المنتجات السورية ، ومنها الخضار والفاكهة الطازجة والعديد من المنتجات النسيجية، وعدا عن ذلك تعد سورية اليوم ولعدة عقود قادمة من اخصب المطارح الاستثمارية للشركات السعودية ( وغير السعودية) بمختلف أنواع واشكال هذه الاستثمارات نظرا لحاجة الاقتصاد من جهة، وتوفر الكثير من الموارد الطبيعية والموارد البشرية من جهة أخرى، مع تحفظنا على كفاية المستوى الحالي للمناخ المشجع والمناسب للاستثمار الذي يتطلب التطوير والتحديث من خلال استصدار تشريعات جديدة مناسبة واكثر مرونة من تلك النافذة حاليا، ولاسيما منها المتعلقة بالتراخيص الادارية وحركة الاموال في الداخل، وما بين الداخل والخارج.
وقال د. فضلية: لابد من الاشارة الى ان جالية كبيرة من السوريين تقطن وتقيم وتشتغل وتستثمر في السعودية، ودول الخليج الاخرى المجاورة لها،والامر الذي يساعد على تسهيل وتمتين وتعزيز العلاقات بين البلدين اللتان لكل منهما مصالح متبادلة ومشتركة مع الآخر.
وأكد رئيس اللجنة العليا للمستثمرين في المناطق الحرة فهد درويش على انهم يتطلعون بتفاؤل إيجابي من مشاركة سورية في اجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري لأعمال القمة العربية المقرر عقدها بالسعودية في الـ 19 من أيار الجاري, معتبراً ان هذا الحدث مهم جدا واستراتيجي وسيكون نقلة نوعية في العمل والتعاون العربي المشترك وتحقيق التكامل الاقتصادي بين الاشقاء والذي بدوره سينعكس في تحقيق النمو بكل أشكاله لكافة الدول المشاركة ومنها سورية التي عانت من ويلات الحرب والاجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة عليها.
واختتم درويش بالقول: إن القادم يبشر بمشهد اقتصادي يعود بالخير على الجميع.