الثورة – حمص – سهيلة إسماعيل:
تعاني قرية رباح في ريف حمص الغربي والتي يبلغ عدد سكانها نحو ثمانية آلاف نسمة من مشكلة كبيرة تتلخص في قِدم شبكة مياه الشرب في القرية, كما علمنا من رئيس البلدية المهندس حنا غالي, حيث تم تركيبها منذ ثمانينيات القرن الماضي, ما أدى إلى تلف أجزاء من الشبكة وفي مواقع مختلفة من أحياء القرية وبالتالي تسرب مياه الشرب تحت الأرض وعدم وصولها إلى المنازل الواقعة في مناطق مرتفعة بسبب فرق المناسيب, إذ إن القرية تتمتع بطبيعة جبلية جميلة، كما أدى ذلك إلى حدوث هبوط في الجدران الترابية.
وأضاف أن البلدية ونزولاً عند طلبات الأهالي وشكواهم المتكررة راسلوا المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في مدينة حمص وتقدموا بأكثر من طلب لاستبدال الشبكة, وفي كل مرة كانت الوعود هي الإجابة الدائمة على طلبهم, حتى أن البلدية اقترحت على المعنيين في المؤسسة تنفيذ مشروع استبدال الشبكة عن طريق العمل الشعبي, لكن هذا الاقتراح لم يلقَ آذاناً صاغية أيضاً, لتستمر معاناة السكان, بالإضافة إلى تخوفهم من اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي والغريب في الأمر أن مؤسسة المياه أقرّت بأن اعتماد مشروع الاستبدال جاهز، لكن يبدو أن هناك ما يعوق تنفيذ المشروع هذا من ناحية, ومن ناحية ثانية فإن المؤسسة لا تسمح للبلدية والأهالي بمد خطوط مياه في مواقع التوسع ما يشكل إرباكاً للسكان الراغبين بتشييد أبنية في تلك المواقع.
أمر آخر, لا بدّ أن نذكره وهو غنى القرية بالمياه الحلوة, حيث يتواجد فيها ثلاثة آبار ارتوازية, ونبع مياه عذبة باستطاعة 3 إنش, ومع ذلك يعاني السكان من مشكلة مياه الشرب. وكأن بيت الشعر للشاعر طرفة بن العبد: كالعيسِ في البيداء يقتلها الظمأ… والماء فوق ظهورها محمولُ
وفي اتصال مع المدير العام لمؤسسة المياه والصرف الصحي المهندس أيمن نداف قال: لم يكن في البداية اعتماد الاستبدال الجزئي لشبكة المياه في رباح متوفراً, ونحن في المؤسسة درسنا المشروع وراسلنا الوزارة بخصوصه, وبانتظار موافقة الوزارة على البدء بالتنفيذ, مضيفاً إن بعض المشاريع يتم تدويرها من عام إلى آخر, وهذا ما حصل بالنسبة إلى مشروع قرية رباح, وهناك أولوية لبعض المشاريع, ومشروع قرية رباح يأتي في المرتبة الأولى حال توقيع الوزارة لأن دراسته جاهزة ومُدققة…!