الثورة – ناديا سعود:
تُرفع التحية للجيش الصحي الصامت، في مناسبة يوم التمريض العالمي.. جنود الظل الذين يعملون بصمت وإخلاص في مختلف المؤسسات الصحية من دون أن يحظوا بالاهتمام الكافي أو التقدير المستحق.
مهنة التمريض، التي تُعد العمود الفقري للقطاع الصحي، لا تزال تعاني من تهميش واضح، وفق ما عبّر عنه العاملون في هذا المجال في شكواهم لصحيفة الثورة من خلال سلسلة من المطالب التي يرونها مشروعة وملحّة.
البطاقة الصحية للمتقاعدين
ووجه الممرضون والممرضات، إلى جانب خريجي المعاهد الصحية، جملة من المطالب إلى الصحيفة، جاء فيها اعتماد توصيف وظيفي واضح لكل اختصاص ومهام محددة لكل قسم, وتصنيف مهنة التمريض كمهنة خطرة، نظراً لما يتعرض له العاملون فيها من عدوى وإشعاعات.
وإقرار وجبات غذائية للمناوبين والعاملين في أقسام الأعمال الشاقة والخطرة في المستشفيات والهيئات, ورفع نسبة طبيعة العمل إلى 100 بالمئة، على غرار ما يُمنح للأطباء، وفنّيي التخدير والمعالجة، والعاملين في مشافي الأورام.
ومن جملة المطالب, فصل مهنة التمريض إدارياً وتنظيمياً عن الإطار الطبي، بما يمنحها استقلالية مهنية أكبر, ونقل الممرضين إلى محافظاتهم بحسب الإمكانيات، وتوظيف خريجي كليات التمريض والمعاهد الصحية, ومنح العاملين في التمريض بدلات (اختصاص، لباس، العمل المجهد، التنقل، الخطورة، السهر، والدوام في العطل الرسمية).
رد الجهات المعنية
في ردّه على هذه المطالب، أكد مدير المهن الطبية لـ “الثورة” دريد الرحمون، أن جميع المطالب المطروحة مشروعة وتلقى الاهتمام المطلوب، مشيراً إلى أن العمل جارٍ منذ سنوات لوضع استراتيجية واضحة للنهوض بواقع التمريض في البلاد.
وقال: نعمل على توصيف وظيفي دقيق لمهنة التمريض، ونحن حالياً في المراحل النهائية من دراسته, كما نعمل على تطوير هيكلية المديرية، وتحديث المناهج الدراسية بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل الجديدة، وذلك لتحسين جودة الكوادر المتخرجة.
وأضاف الرحمون: أطلقنا سلسلة من التدريبات النوعية في محافظات عدة، بدعم من منظمات دولية وحكومية، ونسعى لإقامة دبلوم تخصصي يسهم في رفع كفاءة التمريض وتوسيع نطاق التخصصات المتاحة، بالشراكة مع الحكومة الكندية.
ولفت إلى أن هناك جهوداً تُبذل لتعديل النظام المالي، من ضمنها اقتراحات تتعلق بإقرار بدلات الخطورة والتعويضات الإضافية للعاملين في ظروف شاقة, مشيراً إلى التنسيق المستمر مع منظمة الصحة العالمية لتحسين بيئة العمل وتعزيز الشراكات الدولية لدعم التمريض على مختلف المستويات.
أما بخصوص نقل الكوادر إلى أماكن سكنهم، فأوضح الرحمون أن المسألة تعتمد على توازن الاحتياجات والكوادر، لكنه أكد أن أي إمكانية لتخفيف أعباء التنقل ستُدرس بعناية وتُنفذ وفق الإمكانيات المتاحة.
رغم النوايا الواضحة للجهات المعنية في تحسين واقع التمريض، إلا أن الميدان لا يزال ينتظر ترجمة هذه الوعود إلى خطوات ملموسة, فالكوادر التمريضية التي تحمل على عاتقها الجزء الأكبر من الرعاية الصحية تستحق التقدير، لا بالكلمات فقط، بل من خلال السياسات، والأنظمة، والعدالة في التعويضات والحقوق.
في يوم التمريض العالمي، لعلّ الرسالة الأهم هي أن مهنة التمريض ليست مجرد وظيفة، بل مسؤولية إنسانية تستحق كل الدعم والتمكين.