الثورة – عبد الحميد غانم:
تتجه الأنظار اليوم إلى القمة العربية التي تنعقد في جدة على مستوى الرؤساء والقادة العرب يوم الجمعة القادم 19 أيار الجاري بعد أن ينتهي التحضير لها على مستوى وزراء الخارجية والتجارة، وتترقب جماهير الأمة قرارات ونتائج قادرة على دفع العمل للارتقاء بالتعاون العربي المشترك وتجاوز السنوات العجاف في ظل التحديات والعواصف العالمية التي تضرب بكل اتجاه سياسي واقتصادي وأمني يهدد مستقبل الأمة العربية والعالم.
لكن أنظار الشارع العربي الذي رحب بعودة سورية إلى الجامعة تابع باهتمام كبير هذه العودة والتي شكلت إضافة نوعية للعمل العربي المشترك.
ومنذ قرار استئناف مشاركة سورية في اجتماعات الجامعة العربية اتجهت الأنظار إلى حضور سورية القمة العربية الـ 32، وما يحمله ذلك من انعكاسات إيجابية على مجمل العمل العربي المشترك، وخصوصاً أن لسورية دوراً فاعلاً ومؤثراً في دعم مختلف القضايا العربية.
فحضور سورية القمة العربية هذا العام، يساهم دون شك في تضميد الجراح وتماسك الصف العربي، والقدرة على مواجهة كل ما تتعرض له الأمة العربية من مؤامرات وهجمات وتدخلات ومحاولات للهيمنة والتأثير على قضاياها وشؤونها الداخلية.
ويعد أمراً ذا أهمية كبرى، لكونه خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والتعاون الأمني والاقتصادي والسياسي في المنطقة، وتعزيز العلاقات بين الدول العربية وتحقيق السلام والاستقرار فيها.
إن لسورية ثقلها وأهميتها الجيوسياسية، فهي دولة فاعلة ومؤثرة في الحضور والمشاركة العربية، لذلك تستحوذ اليوم الاهتمام في القمة العربية المرتقبة في مدينة جدة السعودية، حيث ستمثل مشاركتها حراكاً جديداً في المنطقة من أجل العمل على توحيد الصف العربي والتعاون البيني المشترك، وتجاوز الأزمات الماضية بكل ما فيها.
وتأمل جماهير الأمة خروج القمة بقرارات مصيرية هامة وبنتائج على مستوى التحديات وعلى قدر تطلعات أبناء الأمة، تدفع العمل العربي المشترك نحو آفاق رحبة تخرجه من سنوات المرحلة الماضية العجاف، إلى سنوات المستقبل السمان، تتجاوز الصعوبات والتحديات وتنقله إلى دائرة الفعل والتأثير، وأن يأخذ العرب مسؤولياتهم في التحول النوعي لدورهم الفاعل في التطورات الإقليمية والدولية انطلاقا من تنفيذ القرارات المتخذة في القمة على أحسن شكل وفعالية والتي تحجز للعرب مكانا هاما في العالم يؤكد على دورهم الحضاري والرفيع بين الأمم وفي العالم.