عمار النعمة:
ليس فناناً تشكيلياً فحسب بل هو صاحب مسيرة فنية تستحق التوقف عندها فهي غنية بالعطاء والإبداع والجمال.
الدكتور (شفيق أشتي) الفنان التشكيلي السوري المعروف الملتزم بالفن الراقي وبالأفكار الخلاقة منذ نعومة أظفاره، صاحب مسيرة فنية حافلة بالعمل والعطاء استطاع من خلالها أن يثبت نفسه داخل سورية وخارجها وحصل على العديد من الجوائز لخبرته الطويلة في الرسم والحفر والنحت والتصوير…
شفيق أشتي الذي بدأ مشواره في مركز الفنون التشكيلية عام 1977 م، في مدينة السويداء، ثم في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1982 م، وتُـوّج بالدكتوراه في فلسفة العلوم الفنية من أكاديمية الفنون الجميلة في بطرسبورغ / روسيا. وضع اسمه على لائحة الفنانين الكبار فاختار لنفسه منهجًا فنياً وسياقاً مهماً تعلم منه الكثير من الفنانين الشباب.
واليوم كعادته المركز الوطني للفنون البصرية في دمشق يحتفي بهذا الفنان المبدع من خلال معرض أقامه بحضور حشد من الفنانين والمثقفين والإعلاميين للاطلاع على هذه التجربة المتميزة بتفاصيلها وحضورها البهي فزينت جدران المركز بعدد من اللوحات المتنوعة من حيث الشكل والأسلوب والمضمون التي تعكس روح الفنان وعصارة فكره.
لوحته التي أسماها “العشاء ما بعد الأخير”، كانت العنوان الأبرز في المعرض والتي تحمل رمزية مناقضة تماماً للوحة الفنان العالمي ليوناردو دافنشي “العشاء الأخير” حسب تعبيره، فهي حملت في ألوانها الحمراء المتجانسة وايقاعاتها المتناسقة صرخة التزاحم على التآمر والقيم التي تخلو من النبل والإنسانية في الزمن الحاضر.
وأكد أشتي في تصريح للصحفيين أن المعرض يضم مجموعتين: الأولى هي نتاج السنوات الثلاث الأخيرة، أما المجموعة الثانية فهي لوحات عرضت خلال مسيرته التشكيلية التي امتدت على ما يزيد عن خمسة عقود قضاها في ظل الحوار مع فن العمارة والكتل وتكوين اللوحة وتأليفها.
ولفت الدكتور أشتي إلى أن لوحات المجموعة الأولى تحمل في مضمونها تجربة فريدة وأدوات للخروج عما هو مألوف في الهوية البصرية.
وبيّن أشتي أن اختيار حجم اللوحة يعود للتناسق والتناغم مع مضمونها ولأهمية الموضوع لاسيما أن أشتي صاحب تجربة في توصيف الوقائع واستعادة روح المكان بكل أحاسيسه وطاقاته وتقنياته وخبرته الطويلة.
في الختام هذا المعرض يؤكد أن (أشتي) يملك طاقة إبداعية كبيرة سواء على مستوى الإنتاج الفني أو العرض وهو ما تكشفه مشاركاته الغزيرة بالمعارض الجماعية، سواء منها المحلية أو العربية أو الدولية.
يذكر أن أعمال ( شفيق أشتي) كانت رائجة على مستوى المؤسسات الرسمية والأفراد والمتاحف، كما حصل على العديد من الجوائز، نذكر منها: الجائزة الثانية في التصوير الزيتي لمراكز الفنون التشكيلية في سورية عام 1977 م، الجائزة الأولى – فن التصوير الزيتي – لمعلمي القطر العربي السوري – دمشق 2006 م، الجائزة العالمية الأولى في مسابقة يوم القدس العالمي في ( فن التصوير الزيتي ) 2006 م، جائزة الباسل الأولى الذهبية في البحث العلمي في الجامعات السورية عام 2011 م، كما كُرّمَ عام 2007 م، من قبل وزارة الثقافة كأحد الفنانين الأوائل في سورية.