الثورة – تقرير أسماء الفريح:
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أيديولوجية التفرد والنظام الاستعماري الجديد القائم على استغلال موارد العالم بأسره سيصبحان حتما جزءا من الماضي معربا عن ثقته بتشكيل عالم متعدد الأقطاب وأكثر عدلا.
وقال بوتين في رسالة بالفيديو للمشاركين في الاجتماع الدولي الحادي عشر للممثلين السامين للشؤون الأمنية اليوم نشرها الموقع الرسمي الكرملين إن تزايد عدم الاستقرار حول العالم يعود إلى حد كبير إلى رغبة الولايات المتحدة وحلفائها في الحفاظ على الهيمنة وتجاهل سيادة الآخرين مشيرا إلى أن تصاعد الاضطرابات تترافق مع محاولات من قبل واشنطن وعدد من الدول الغربية للاستفادة من الأزمات التي تثيرها.
وأوضح الرئيس بوتين أن شعوب عدد من الدول تعاني من العواقب المأساوية للتجاهل التام من قبل دول معينة لسيادتها ومصالحها الوطنية وتقاليدها ومحاولة فرض قواعدها الخاصة والحفاظ على هيمنتها عليها مؤكدا أن كل ذلك يترافق بتكديس للإمكانيات العسكرية والتدخل غير الرسمي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى فضلا عن محاولات انتزاع مزايا أحادية الجانب من أزمات الطاقة والغذاء التي أثارها عدد من الدول الغربية.
وشدد على أن روسيا مقتنعة “بوجود بديل حقيقي لمثل هذا المسار المدمر وسياسة الابتزاز والعقوبات غير المشروعة ألا وهو تعزيز الاستقرار في العالم والبناء المتسق لنظام الأمن الموحد غير القابل للتجزئة وحل المهام واسعة النطاق لضمان التنمية الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية مبينا أنه من الضروري تنسيق جهود جميع البلدان والعمل المشترك القائم على مبادئ الاحترام المتبادل والشراكة والثقة وهي متضمنة في المفهوم المحدث للسياسة الخارجية الروسية.
وقال “لقد قلت أكثر من مرة وسأؤكد مرة أخرى أن بلادنا جاهزة للتفاعل الوثيق مع جميع الدول المهتمة في مواجهة التهديدات المشتركة والتحديات المشتركة التي تواجه الإنسانية اليوم ” مشيرا إلى أن لدى روسيا شركاء في مناطق مختلفة وقارات مختلفة وهي تقدر عاليا العلاقات القوية والودية والوثيقة تاريخيا مع دول آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية وستعززها بكل طريقة ممكنة.
وتابع بوتين أن اتصالات الممثلين السامين المنتظمة وتبادل الخبرات والتقييمات أثبتت أهميتها وساهمت في حل القضايا الرئيسية لضمان الأمن العالمي والإقليمي وتعزيز الاستقرار الاستراتيجي لافتا إلى جدول الأعمال الحالي لهؤلاء الممثلين الحافل بالأحداث المهمة وفي مقدمتها مناقشة الوضع في العالم وآفاق تطوره و”تحليل التهديدات الحديثة الأكثر إلحاحا بما في ذلك الإرهاب الدولي والتطرف والاتجار غير المشروع بالأسلحة والمخدرات والجريمة العابرة للحدود والهجرة غير الشرعية والقضايا المتعلقة بالغذاء وأمن المعلومات”.