الثورة – عمار النعمة:
بحضور خبراء من منظمة اليونيسكو وأفراد من المجتمع المحلي بدأت أمس ورشة عمل حول “رؤى ومنهجيات ترميم وإعادة بناء قوس النصر في تدمر” في فندق الشيراتون بدمشق سبقها جولة ميدانية قام بها المشاركون الدوليون والمحليون في مدينة تدمر الأثرية، للاطلاع على المعالم الأثرية التي تعرضت للتخريب والدمار حيث عاينوا آثار التخريب التي تعرض لها كل من: قوس النصر الأثري ومعبد بل ومعبد بعلشمين ومنطقة المدافن والمسرح، إضافة إلى متحف تدمر الذي تعرض بدوره للتخريب.
الورشة التي تعقد على مدى يومين
ستضع منهجية تأهيل قوس النصر الذي دمر على يد تنظيم “داعش” الإرهابي عام 2015 وإعادة بنائه وترميمه، بحضور أطراف الاتفاقية المبرمة مع الجانب الروسي والمديرية العامة للآثار والمتاحف والأكاديمية الروسية للعلوم والأمانة السورية للتنمية، إضافة إلى وجود خبراء دوليين وأعضاء في اللجنة العلمية الدولية المشكلة من الخبراء الآثاريين والمعماريين، والذين عمل قسم منهم في تدمر سابقاً والمنظمات المعنية من يونيسكو والهيئات الاستشارية التابعة لها (إيكوموس وايكروم) لتقديم الدعم الفني والتخصصي لأعمال تأهيل قوس النصر.
وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح ألقت كلمة أكدت فيها على أهمية قوس النصر بوصفه أحد أبرز رموز سورية التاريخية التي نعتز بها، وإن إعادة بنائه وترميمه بما يليق به غاية في حد ذاتها، مشيرة إلى أن هذه الورشة دليل على الأهمية التي توليها سورية لهذا الصرح العظيم الذي يعد شاهداً على حقبة من تاريخها المجيد ليس باعتبارها كواحدة من أهم المحطات على طريق الحرير وحلقة وصل بين الشرق والغرب، بل أرض تلاق وتعارف وتثاقف .
وقالت الدكتورة مشوح أن المرحلة الأولى من المشروع أنجزت بنجاح ثم حاز المشروع لأهميته الوطنية الفائقة رعاية قيادتي البلدين، فانضمت إليه الأمانة السورية للتنمية كداعم أساسي، وبما يسرع الأعمال في المرحلة الثانية وهي المرحلة الأصعب لما تتطلبه من علم وخبرة ودقة وارتفاع في التكلفة.
وأعربت مشوح عن تقدير الجهود التي تبذلها كل الأطراف لافتةً بأن شركاءنا في روسيا الاتحادية الصديقة لا يقلون حرصاً ولن يألوا جهداً في إتمام المشروع على النحو الأمثل .
بدوره أمين متحف الارميتاج البروفيسور ميخائيل بيتروفسكي أكد على أهمية العمل وفق المعايير الدولية لنصل إلى الهدف الأساسي وهو عودة تدمر واستعادة موقعها التاريخي، لما تحمله من أهمية عالمية ومكانة مرموقة في ذاكرة الشعوب.
أما مدير عام مديرية الآثار والمتاحف نظير عوض فقدم عرضا شرح من خلاله اهمية الورشة والنقاط التي تم التركيز عليها، مشيراً إلى تداعيات وتأثير الزلزال على التراث الثقافي السوري”، في حين تحدثت الدكتورة يارا معلا مديرة البرنامج الوطني في الأمانة السورية للتنمية عن أهمية مدينة تدمر وضرورة استعادة الحياة لها.
مديرة المشروع من الجانب الروسي ناتاليا سولوفيا وعدد من الخبراء قدموا عرضاً تفصيلياً لمشروع ترميم قوس النصر في تدمر والحلول العملية لترميمه .
