الثورة – ناصر منذر:
إلى جانب الأزمات الإنسانية والصحية التي أفرزتها المعارك في السودان، فإن الأطفال يواجهون معاناة مضاعفة في ظل الظروف القاهرة الناتجة عن نزوح آلاف الأسر برفقه أطفالهم من العاصمة الخرطوم إلى مدن وقرى أخرى طلباً للأمان، فضلا عن تعرض أولئك الأطفال لأزمات نفسية بسبب أصوات القذائف والرصاص التي تلازمهم خلال هربهم مع أسرهم من مناطق القتال.
منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة “يونيسف” أعلنت اليوم أن الصراع الدائر في السودان، تسبب في احتياج 14 مليون طفل لمساعدات إنسانية بشكل عاجل، بعد أن حذرت المنظمة في وقت سابق قبل نحو ثلاثة أسابيع من أنّ المعارك الدائرة في السودان تحصد أرواح أطفال “بأعداد كبيرة مرعبة”.
وقالت المديرة الإقليمية لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خضر، في تقرير للمنظمة، إنه “مع تجاوز الصراع في السودان عتبة الستة أسابيع، هناك أكثر من 13.6 مليون طفل في حاجة ماسة للدعم الإنساني المنقذ للحياة، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق في البلاد”، مشيرة إلى أنه “مع احتدام الصراع في السودان، تستمر الخسائر بين الأطفال في التزايد تدميرا كل يوم”، وطالبت بجمع مبلغ 838 مليون دولار أمريكي لمعالجة الأزمة.
وأضافت: “هؤلاء الأطفال ليسوا مجرد أرقام، بل هم أفراد لديهم عائلات وأحلام وتطلعات، هم مستقبل السودان، ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يمزق العنف حياتهم، ويستحق أطفال السودان فرصة للبقاء والازدهار، ولا ينبغي أن يدخر جميع الفاعلين أي جهد لحماية الأطفال وحقوقهم”.
وأشارت خضر إلى أن “الوضع قبل النزاع في السودان كان بالفعل مأساويا بالنسبة للأطفال، وبلغ الآن مستويات كارثية، إذ لا يمكن الاعتماد على الغذاء والمياه الصالحة للشرب والكهرباء والاتصالات السلكية واللاسلكية، ولا يمكن الوصول إليها ولا يمكن تحمل تكاليفها، وفرّ أكثر من مليون شخص من ديارهم وتشردوا داخليًا في السودان، بما في ذلك 319 ألف شخص عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة حتى الآن، ويعتقد أن نصفهم من الأطفال”.
وأكدت أنه “دون استجابة إنسانية فورية وواسعة النطاق، سيكون لعواقب النزوح ونقص الخدمات الاجتماعية الأساسية والحماية آثار مدمرة – وطويلة الأجل – على الأطفال”.
وتتواصل منذ 15 نيسان الماضي، اشتباكات واسعة النطاق، بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تركزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين، في حين لا يوجد إحصاء رسمي عن ضحايا العسكريين من طرفي النزاع العسكري.
وأعلن المبعوث الأممي إلى السودان، فولكر بيرتس، مقتل 900 شخص بينهم أطفال، وإصابة 3500 آخرين في السودان جراء الاشتباكات المسلحة.
يشار إلى أن طرفي النزاع قد اتفقا على عدد من الهدنات القصيرة، لكن لم يتمّ احترام أيّ منها بالكامل، وسط تبادل الاتهامات بينهما حول انتهاك الهدن.