ثورة أون لاين_بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم: لا يكفي صوت الجراح أن يعلو.. ولا صمت الموت أن يخيم.. لا يكفي ذاك الدمار.. تلك الأشلاء.. وذلك الوجع.. وهذا الألم.. لا يكفي .. لا يشفي غليلاً.. لا يعيد حياة، ولا يعوض لحظة وجع ولا ذرة ألم.
حتى الإدانات لا تغني.. كما أن الاستنكار لا يسمن، فالحصيلة دم سوري يُراق.. أرواح سوريين تُزهق.. حياة السوريين تُستهدف في صباحاتهم ومساءاتهم.. في الشوارع والأزقة.. في سياراتهم وبيوتهم ومدارسهم ومعاملهم ودوائرهم..
لا يكفي أن نستعيض عن الآلام بتلك الأوجاع.. والمأساة بما هو أشد.. والخوف والرعب بكل هذه الأهوال التي تنتصب اليوم..
لا يكفي ونحن ندرك أن وقت الحسم أزفت ساعته.. حلت روزنامته.. وبات التاريخ هنا لحظة فاصلة… لابد أن يكون ما بعدها مختلفاً عما قبلها..
لن نظل ساحة لمعاركهم ولإرهابهم.. بل لا يصح أن نكون من الأساس هذه الساحة.. ولا نقبل أن نكون كذلك..
في القراءة السياسية نستطيع أن نقدم ألف سبب يقف خلف هذا الإرهاب، وأن نحدد كل طرف يقف وراءه، وأن نوصف كل مستفيد منه.. وإن كان الأمر لا يحتاج لجهد، لأن أسبابه باتت معروفة، والأطراف التي حركته معروفة، والمستفيدون منه معروفون.. رعاته وداعموه وممولوه وحاضنوه وزارعوه وصانعوه وموجهوه.. كلهم معروفون..
لسنا وحدنا من يعرف ذلك.. بل كل متابع للحدث وتداعياته بات على دراية كاملة.. ومجلس الأمن أيضاً.. وحتى الذين لم يكونوا يريدون.. يعرفون ويدركون لأنهم يشاركون.. حتى في صمتهم كانوا مشاركين، وفي حيادهم أيضاً مشاركين..!!
هذا إرهابهم حين يفلسون.. وذاك هو حقدهم حين يفشلون.. وتلك هي أدواتهم حين يغدرون، وهذه هي أساليبهم حين يتآمرون..
كل هذا لا يكفي.. بل لا يوقف شلال دمنا.. ولا يعيد إلينا من فقدنا.. ولا يعيد ما خسرناه، لكنه يؤشر وبوضوح إلى ما هو مطلوب.. إلى ما يجب القيام به ودون تأخير.. دون تردد أو تباطؤ..
هؤلاء الإرهابيون هم الأداة.. ومحاربة الإرهاب لا تحتمل الانتقائية ولا الاستنسابية.. وتقتضي تجفيف منابعه.. مواجهة داعميه ومموليه.. مقاضاة منظريه ومحاكمة منفذيه.. هذا هو السياق.. وذاك هو الإطار.. وبينهما يحاولون تمييع الكارثة.. تذويب ندوبها الممتدة.. وأطرافها المتشعبة..!!
نكرر، وفي التكرار ما ينفع ويزيد.. لا نقبل أن نكون ساحة.. ولن نكون.. لا نسكت على الإرهاب.. ولن نتراجع عن ملاحقة داعميه ومموليه وحاضنيه، وآن الأوان للمصارحة..
ندرك أنها محاولة استنزاف.. ومعركة وجود.. وحرب إلغاء.. وفي محاولات الاستنزاف ثمة أدوات للرد إلى حيث هم.. وفي معارك الوجود ثمة أوراق كثيرة للاستخدام وقد حان الوقت لها.. وفي حروب الإلغاء لسنا مكتوفي الأيدي ونمتلك كل عوامل الحسم ولابد من التعامل معها..
بين هذا وذاك نستطيع أن نجزم بأن المطلوب أبعد قليلاً.. وإن كان في الاتجاه ذاته، وهنا الدور يتجاوز الإدانة والاستنكار.. والفرصة متاحة كي يغفر البعض لنفسه أخطاء حياده وصمته كل هذا الوقت ويتيح له الانتقال إلى حيث يجب أن يكون..
في الدم السوري.. باتت المهادنة مرفوضة.. بل ستكون موضع تساؤل.. وثمة سؤال على ألسنة السوريين جميعاً.. كل ذلك هل يكفي؟.. وحين يسأل السوريون فمن حقهم أن يحصلوا على الإجابة التي تشفي غليلهم وتوقهم.. فانتظارهم وإن طال لبعض الوقت فلن يظل كذلك.. بل وصل نهاياته، إلى المشارف المؤدية إلى حيث يجب أن يكون الجواب.. وحينها سيكون لهم جولة يظللها تصميمهم، وتتوجها إرادتهم التي انتصرت على المؤامرة.. وستنتصر على أدواتها ومرتزقتها وأطرافها وترد لهم الصاع المنتظر.. وفي وقت أقرب بكثير مما يعتقدون.
a-k-67@maktoob.com