وتستمر الزيادة والارتفاع على أسعار مختلف المواد والسلع، ولم يكن مفاجئاً بعد غياب مادة الإسمنت عن الأسواق، وتحكم مجموعة من التجار بأسعارها، لتصبح هي الأخرى خارج متناول محدودي الدخل، والتبريرات دائما تكون حاضرة عند ارتفاع كل مادة والغاية توفير المادة لأن تكاليف الإنتاج مرتفعة…!
ونعلم أن متغيرات الأسعار متسارعة وربما في كل لحظة لكن ما لا نعلمه بقاء الرواتب والأجور على حالها، وتتحفنا تصريحات بعض الاقتصاديين عن استمرار الارتفاعات وتكهناتهم بأنه لامجال للعودة بالأسعار للوراء، وهذا يعني أنه لامفر من رفع الأجور والرواتب هذا إن استطاعت مجاراة الارتفاعات اللحظية في الأسعار.
ويبدو أن شهر أيار الذي شعرناه طويلاً جداً، أبى أن يغادرنا إلا ويختم علينا برفع سعر مادة الإسمنت التي سيتلوها ارتفاعات في أسعار العقارات، وتكلفة إكسائها وغلاء اليد العاملة في البناء، وهكذا فعلت زيادة الغاز رفعت كل أنواع المأكولات بما فيها البيض قبل سلقه، والوجبات السريعة رغم ضررها والفلافل والفول رغم الحاجة إليها كل يوم جمعة وهكذا.. ولانستغرب أن يبرر ارتفاع الثوم بسبب زيادة أسعار الغاز، أو ارتفاع أسعار الدواء بسبب زيادة أسعار الأسمنت.
والمهم أن وزير الكهرباء طمأننا بأنه حتى الآن لم ترتفع أجور الكهرباء ولم يفعل كما فعل نظيره في الاتصالات واستفاد من وجود شهر أيار، والذي قرر رفع أجور الانترنت والمكالمات ويبدو أن القرار تزامن مع سرعة كبيرة في انتهاء باقات الانترنت والاتصال الخليوي.
وأخيراً غادرنا أيار الشهر الذي وصف بشهر رفع الأسعار رغم أنه من الشهور المعتدلة بحرارتها، لكن يبدو أن العلة ليست في الشهر لأنه لم يغادر وحده بل غادر مع جملة من الأسعار، ولا نعلم مايخبئ لنا شهر حزيران ونحن ما زلنا في أول يوم منه لعله يخبئ ما هو أفضل، ونأمل أن يحمل معه الخير الوفير مع مواسم حصاد القمح وبدء استلام المحصول من الفلاحين.