الثورة – منهل إبراهيم:
تحذيرات بكين المستمرة لعدم انتهاك سيادتها، وتطبيع العلاقات مع تايوان بخطوات انفرادية ينتهك مبدأ الصين الواحدة عبر توقع الاتفاقيات والزيارات إلى الجزيرة دون مراعاة القواعد والأصول الدبلوماسية، لم تلق آذاناً صاغية من واشنطن.
ما فعلته واشنطن اليوم يشكل صدمة كبيرة تجاه الأسس السياسية للعلاقات الصينية الأمريكية، ويعتدي بشكل سافر على سيادة الصين ووحدة أراضيها، ويخرب بشكل خطير السلام والاستقرار في مضيق تايوان، ويبعث برسالة خاطئة خطيرة إلى القوى الانفصالية لـ”استقلال تايوان”.
فقد وقعت تايوان على أول اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، يهدف إلى تعزيز التجارة، من خلال تبسيط عمليات التدقيق الجمركية، وتحسين الإجراءات التنظيمية.
وعبرت بكين عن استيائها من أي إشارة إلى علاقات دبلوماسية بين تايوان وحكومات أخرى، لأنها تعتبر الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.
ووقعت الولايات المتحدة وتايوان اتفاقاً تجارياً أمس الخميس، يهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، في خطوة استدعت تحذيراً من بكين.
وهدف الاتفاق “مبادرة الولايات المتحدة وتايوان للتجارة في القرن الحادي والعشرين”، وتعزيز التجارة، من خلال تبسيط عمليات التدقيق الجمركية، وتحسين الإجراءات التنظيمية، ووضع تدابير لمكافحة الفساد بين الولايات المتحدة وجزيرة تايوان، التي تحظى بالحكم الذاتي، فيما تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.
ولا تقيم واشنطن وتايبيه علاقات دبلوماسية رسمية، لكنهما تبقيان على علاقات غير رسمية عبر “المعهد الأمريكي في تايوان”، الذي يعتبر بمثابة السفارة الأمريكية في الجزيرة.
ووقع الاتفاق الأول بموجب المبادرة الأخيرة من قبل ممثلين عن المعهد الأمريكي في تايوان ومكتب الممثل الاقتصادي والثقافي لتايبيه في الولايات المتحدة، كما أعلن المكتب الإعلامي للممثل التجاري الأمريكي.
وقال المتحدث باسم مكتب الممثل التجاري الأمريكي سام ميشال في بيان، إن الاتفاق “هدفه تعزيز وتعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية”، مشيراً إلى حضور نائبة الممثل التجاري الأمريكي ساره بيانكي حفل التوقيع.
وتابع ميشال: “نشكر شركاءنا في تايوان لمساعدتنا على التوصل إلى هذا المنعطف الهام، ونتطلع للمفاوضات المقبلة بشأن مجالات التجارة الإضافية الواردة في التفويض التفاوضي للمبادرة”.
وبقيت واشنطن حليفاً رئيسياً ومزوداً للأسلحة لتايوان، رغم نقل اعترافها الدبلوماسي من تايبيه إلى بكين في 979. هي أيضاً ثاني أكبر شريك تجاري للجزيرة.
وقال الناطق باسم الحكومة آلن لين للصحافيين في تايبيه قبل حفل التوقيع في الولايات المتحدة، إن “الاتفاق الذي سيوقع الليلة ليس تاريخياً فحسب، بل يمثل أيضاً بداية جديدة”.
وأضاف أن “بعض المهام المتصلة لم تستكمل بعد.. ستواصل تايوان التحرك نحو اتفاقية تجارة حرة شاملة مع الولايات المتحدة لضمان الأمن الاقتصادي لتايوان”.
ووصفت حكومة تايوان الاتفاق بأنه “الأكثر شمولاً” الذي يوقع مع واشنطن منذ 1979.
وحضت الصين الولايات المتحدة على عدم توقيع أي اتفاق “يحمل دلالات سيادية أو ذات طبيعة رسمية مع منطقة تايوان الصينية”.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ خلال إحاطة صحافية، إن الولايات المتحدة “يجب ألا ترسل إشارات خاطئة إلى قوى الاستقلال التايوانية باسم التجارة”.
وتنتقد الصين بشدة أي عمل دبلوماسي يبدو كأنه يعامل تايوان كدولة ذات سيادة، وقد ردت بغضب متزايد على زيارات السياسيين الغربيين.
وفي نيسان، أجرت الصين تدريبات عسكرية لثلاثة أيام تحاكي حصاراً للجزيرة، رداً على لقاء مكارثي وتساي في كاليفورنيا.
وتبقى الحقيقة الراسخة أنه لا يوجد في العالم سوى صين واحدة، وتايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الإقليمية الصينية، وإن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها، وهذا ما تريد بكين قوله للعالم أجمع.