حوار أم تفاعل حضارات..؟

رشا سلوم:
من المعروف أن صمويل هنتغتون كان أول من كتب بشكل موسع عما أسماه صراع أو صدام الحضارات ورسم خطوطا لرؤى مستقبلية حول ذلك..
ولكن لماذا لا يكون الأمر حوار أو تفاعل حضارات بدلا من الصراع؟.. هذا ما يجيب عليه كتاب (حوار وشراكة الحضارات بين النظرية والتطبيق)، إعداد وتحرير: يوري يكوفيتس وسهيل فرح، ترجمة: د. نواف القنطار. والذي صدر عن الهيئة العامة للكتاب ضمن المشروع الوطني للترجمة.
يضم هذا الكتاب بحوثاً لعدد من العلماء الروس والأجانب تركّز على طرق تطوير الأسس العلمية لاستراتيجية الحوار بين الحضارات، وعلى الاتجاهات التاريخية لدينامية المجالين الاجتماعي والثقافي للحضارات، وطرق التغلب على الأزمة الاجتماعية الثقافية الحديثة، وآفاق التنمية والأولويات الاستراتيجية لحوار الحضارات وشراكتها في مجال العلوم والتعليم والثقافة والأخلاق.
كما يحاول الكتاب تقديم بعض الإجابات حول ماهية المعوقات والتحديات التي تواجه الفرد والمجتمع ككل، وماهية السيناريوهات المستقبلية التي يمكننا تحديدها اليوم.
كتاب (حوار وشراكة الحضارات بين النظرية والتطبيق)، إعداد وتحرير: يوري يكوفيتس وسهيل فرح، ترجمة: د. نواف القنطار، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2023..
اما ما يراه دكتور سهيل فرح في هذا المنحى فقد عبر عنه في حوار مطول أجراه معه موقع الغد وقد طرح عليه اميل أمين الكثير من الأسئلة التي تصب في هذا المنحى:
ما هي المستويات التي تعتقدون أن الحوار لابد أن يشملها في أوقاتنا الحاضرة؟
يرى فرح في الإجابة على التساؤل :
يتوجب أن يشمل الحوار جميع المستويات والمساحات والتجارب الإنسانية في العالمين، لعل أبرزها:
حوار المفاهيم حول القيم الروحية والأخلاقية. وذلك بهدف السعي الحثيث لتفهم خطاب الآخر الديني والفكري والثقافي والتاريخي. وهذا بدوره يسهم في التجديد الدائم للغة المعرفة ويعمق التفاهم والاحترام المتبادل.
حوار الدنيويات، أي إقامة شبكة واسعة من العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في سائر الحقول العلمية للحياة، حيث تتعاون فيها المصالح وتتكامل العلاقة بين الحضارات.
حوار المساجلة والنقاش و”المناقشة” الديمقراطية، من أجل تنشيط الروح العقلانية النقدية البناءة للذات والآخر.
حوار التجارب.. أي إخضاع التجارب الإيجابية والسلبية للمقاربة السوسيولوجية، بهدف التطوير الإيجابي والكشف المتواصل من أجل تلمس الحقائق والوجود والواقع. فالضرورة الحياتية تقتضي القبول بأمانة بالجذور التاريخية للخلافات والاعتراف بالأخطاء. وهذه خطوة هامة من أجل التئام الجراح التاريخية وإرساء الثقة بالحاضر والمستقبل.
ويسأله عما تسمونه خط التفاعل الإيجابي في مسألة الحوار.. ماذا عن هذا؟
الشاهد أنه رغم أن سمة الوجود هي الصراع بين الأقوى والأضعف. هي السمة التي يحرص التركيز عليها أنصار الفلسفة الداروينية الاجتماعية ودعاة الصراع الأزلي بين الحضارات والأديان، فإن على الذوات المفكرة في هذا الكوكب أن تركز على الخط الآخر في العلاقة بين الأديان والحضارات، وهو خط التفاعل الإيجابي.
هناك مساحات ثقافية وفلسفية ودينية وروحانية وسياسية واقتصادية واسعة, يمكن الحوار العقلاني حولها والاتفاق معاً على رسم استراتيجية تعاون وشراكة  فعلية بين الحضارات في أكثر من مجال تأسيسي معرفي ـ أخلاقي و عملي ـ حياتي.
فلكي تُحيي النخب الفكرية والشعوب الطاقة الإيجابية عندها، تدعوها الظروف والمتغيرات إلى ديناميات جديدة وإلى لغة جديدة للحوار تهدف الى تأسيس شفاف للشراكة الحقيقية بين الحضارات. هذه اللغة التي يفترض علميًا أن تتحرر من المفاهيم الماضية وأن تبتكر لغة معرفية ومنهجية مرتكزة على فكرة التكامل بين العلوم لاستحداث استراتيجيات جيوسياسية وجيوثقافية جديدة واقعية، إنسانية – عادلة. فالمطلوب لا الركون إلى زهو الغرب المنتصر ولا إلى التحصن ضمن جدار الهويات المنغلقة، علينا أن نتعلم باستمرار كيفية التواصل الخلاق بين ما هو عالمي ووطني وكوني
وسهيل فرح دكتور في العلوم الفلسفية
استاذ فلسفة الحضارة في الجامعة اللبنانية عضو أكاديمية التعليم الروسية
عضو الأكاديمية الروسية للعلوم الطبيعية
من كتبه:العلمنة المعاصرة بين ديننا ودنيانا (بالعربية)
العلمانية الروحية: تجربة المسيحية والإسلام( بالروسية)
العقليتان الروسية والعربية: أسئلة الثقافة والدين (بالروسية)
روسيا والمشرق العربي: لقاء الثقافتين ( بالعربية والروسية)
حوار الثقافات: تجربة روسيا والمشرق العربي( بالعربية والروسية)
التنوع الثقافي: تجربة روسيا والمشرق العربي( بالروسية والعربية)
الحضارة الروسية المعنى والمصير (بالانجليزية)
نحو حوار عقلاني بين الأرثوذكس والمسلمين (بالانجليزية)
حقوق الإنسان بين المقاربة العلمانية والدينية (بالفرنسية)
فلسفة العلم والظاهرة الدينية (بالروسية).

آخر الأخبار
هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد