مستشفى البيروني: نظام مؤتمت للخدمات الإشعاعية وتقليص التدخل البشري وتسريع المعالجة

الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
لم يكن سهلاً في بلد مثل سورية – بعد ما مرت به خلال أكثر من عقد من الزمن – مواجهة المستوى المرتفع في عدد مرضى السرطان، ولاسيما بما يحتاجه من كوادر طبية وفنية عالية الاحترافية، يجب تأمينها وتدريبها بأعلى المستويات والتقنيات المتطورة، أولاً للكشف عن السرطان، وثانياً علاجه، خاصة وأن الحرب الإرهابية الظالمة تسببت في إضعاف البنى الأساسية في مختلف القطاعات وعلى رأسها القطاع الصحي الذي يعتبر الأكثر حساسية وتأثراً في ظروف الحرب، فزادت التحديات والصعوبات، وأصبحت مواجهة مرض السرطان تتطلب جهوداً مضاعفة للتقليل من نسب الإصابة والوفاة به.
فالبرنامج الوطني للتحكم بالسرطان منذ انطلاقته حدد أولوياته واعتمد التركيز على بناء ووضع أساسات ودعائم تضمن استدامة عمله وانعكاس الأثر السريع من هذا العمل على المريض، حيث يسعى إلى وضع السياسات وتنفيذ الاستراتيجية والخطط الهادفة لخفض معدلات السرطان في سورية.
وفي إطار ذلك وفي حديثه لصحفية الثورة أوضح معاون مدير الهيئة العامة لمستشفى البيروني الجامعي في دمشق الدكتور محمد العواك – طبيب اختصاصي في العلاج الإشعاعي للأورام أنه من خلال إطار الأنظمة الإدارية ضمن القسم المطوَّر في الهيئة – المزة – بالتعاون مع الجامعة الافتراضية تم وضع نظام برنامج مؤتمت للتحكم بالدور والخدمات للمريض، وتسهيل حركته وتجنيبه الزيارات الروتينية المعتادة للوصول إلى المحافظة، وتقديم الخدمات على أكمل وجه وبأيسر الطرق كما أوصت بذلك السيدة الأولى أسماء الأسد.
وأشار إلى أن البرنامج المؤتمت يتضمن جميع المعلومات الطبية والعلاجية للمريض والتي يمكنه الحصول عليها من خلال إمكانية حجز المواعيد للجلسات الإشعاعية والمعلومات الطبية والخدمات الإضافية التي تقدم في المركز عبر تطبيق الكتروني على هاتف المريض، وكذلك نافذات وواجهات على الأجهزة في المركز تمكِّن المريض بمعرفة الدور ومواعيد المراجعات القادمة من خلال رسائل نصية.. وبالتالي العمل على تجنيب المرضى وخاصة في المحافظات الأخرى الانتظار وعناء السفر من خلال معرفة أوقات المواعيد وما يتضمنه ملفه الطبي والعلاجي بشكل الكتروني مبسط وميسر، ما يخفض الورقيات وتجنب الازدحام.
وفي رده على سؤالنا حول وجود نسبة بشكل عام بالتوضع الجغرافي للأورام بشكل عام، بيَّن أنه في محافظتي طرطوس والسويداء هناك إصابات متعددة بأورام الدرق، وفي المناطق الشرقية لدينا إصابات تتعلق بالأورام الجلدية والمثانة والرئوية نظراً للعوامل الطبيعية والحرب الإرهابية الجائرة على سورية، وتلك الأورام بتوضعات جغرافية معينة.
وبالنسبة للأورام الشائعة مثل أورام الثدي عند السيدات والذي يعتبر الأول عالمياً، أوضح الدكتور العواك أنه بشكل عام ليس له توزع جغرافي، وإنما يكون نتيجة حملات الكشف المبكر والتوعية التي تطلقها الوزارات والهيئات والمؤسسات المعنية في ذلك، وإمكانية وصول إجراءات الكشف المبكر بنسبة عالية إلى غالبية المواطنين وبالتالي الوصول إلى مرضى بمراحل مبكرة من الورم، والوصول إلى نسب شفاء كبيرة، من خلال زيادة نسبة الوعي والثقافة للسيدات، وزيادة نسب السيدات المراجعات للمراكز والعيادات بمراحل مبكرة، وإجراء الكشف الروتيني بشكل مؤمن ومجاني، عبر برامج اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان.

– إلغاء 90% من التدخل البشري..
وخلال جولة “الثورة” في القسم المطور في البيروني – المزة – التقينا رئيس قسم الفيزياء الطبية عبد القادر سعدية الذي أوضح أن القسم أنشئ عام 1974 تحت تسمية الطب النووي، وأصدر الرئيس المؤسس حافظ الأسد مرسوماً جمهورياً ولا يزال سارياً بإعفاء جميع المرضى والمشتبه بإصابتهم بالسرطان من أجور التشخيص والمعالجة في جميع مستشفيات القطر.
وأضاف أنه كان يوجد في المستشفى جهاز كوبالت قديمان، وتطور القسم من خلال عدة مراحل من جهازي كوبالت إلى إنشاء عدة غرف لاستيعاب أجهزة أخرى، حيث كان عدد المرضى لايتجاوز 200 مريض، ومع زيادة عدد السكان كان يتم زيادة عدد الغرف والأجهزة، بما يتماشى مع ذلك.
ولفت أنه ومن خلال زيارة السيدة الأولى أسماء الأسد منذ ثلاث سنوات للمركز تمَّ تشكيل اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان، ومن خلال متابعتها الكريمة لجميع أعمال المركز وما يقدمه من خدمات تمَّ تطوير المركز ووضع خطة لتطوير المركز وتزويده بالأجهزة الجديدة والنوعية، والجهازان الجديدان غير موجودين في منطقة الشرق الأوسط وهي متطورة وألغت أكثر من 90% من التدخل البشري، من خلال أنظمة المعلوماتية ونظام أتمتة وتخطيط، ووضع خطة المعالجة، ونقلها إلى غرف التحكم، فالجهازان ينفذان الخطة العلاجية من دون تدخل الفني، والذي أصبحت مهمته وضع المريض بالشكل الصحيح على طاولة الجهاز، وإجراء المطابقة.
كما أنه ومن خلال الأجهزة الحديثة تمَّ تسريع المعالجة وتقليل الوقت وأصبح بالإمكان إعطاء جرعات عالية بمنطقة الورم في بعض الحالات، وبالتالي أحدث فرقاً طبياً وعلاجياً كبيراً.
– خطط معالجة..
الفيزيائية الطبية سهير درويش أوضحت أنه يتم العمل مع المرضى من خلال الإحالة من الطبيب المختص في مستشفى البيروني، وما يتطلب إجراؤه من العلاج الإشعاعي، ومن خلال الإحالة تحدد المنطقة التي بحاجة إلى العلاج والوضعية ومنطقة الصورة، ويتم إجراء الصورة على جهاز الطبقي المحوري المحاكي الخاص لأجهزة المسرع للعلاج الإشعاعي، والصورة تشخيصية وللعلاج.
وبينت أنه يوجد عدة وضعيات للمريض، ومن خلال الأجهزة الجديدة سمحت للوصول إلى جرعات عالية، لم تكن في الأجهزة القديمة، كما أن التأثيرات الجانبية من خلال الأجهزة الحديثة قليلة جداً وذات تقنيات عالمية.
ونوهت بأنه تتم دراسة ونقاش للأعضاء الحساسة بالنسبة للجرعات وخاصة للأطفال، وذلك لتأثيرها ونسب الشفاء العالية لديهم، حيث تتم الدراسة والنقاش مع الأطباء الاختصاصيين، وبالتالي يتم تنفيذ خطة العلاج الإشعاعي في الجهاز من خلال ضبط العلامات من قبل الفني الفيزيائي، وإعطاء الأشعة للمركز الأساسي للورم.

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر