بات الحديث عن حالة الفوضى السعرية التي تكتسح الأسواق ومعها جيوب المواطنين أمراً عادياً رغم كل الضخ الإعلامي الكبير عنه وتذمر الناس من هذا الواقع الصعب والمطالبة بتدخل سريع وعملي يحد من انحدار الوضع لمستويات أسوأ .
ولأن المواطن وصل حد العجز عن تأمين أبسط مستلزمات حياته فإن الحديث عن ارتفاع سعر البوظة وخاصة العربية بالفستق الحلبي يندرج ضمن الرفاهية بعد أن كانت البوظة بمتناول الجميع ويحبها الكبار قبل الصغار، ولكن اللافت فعلاً في كلام رئيس جمعية البوظة والحلويات الذي صرح به قبل أيام أمران أساسيان الأول أن ارتفاع سعر البوظة بالفستق الحلبي يعود لارتفاع سعر الذهب نعم ياسادة الفستق الحلبي يسعر على وقع ارتفاع الذهب وهو أمر جديد علينا كمواطنين لا بل على المختصين بالاقتصاد أيضاً.
والأمر الثاني وهو الأخطر تأكيده أن البوظة العربية المتواجدة في الأسواق عبارة عن حليب بودرة مع منكهات ودسوم نباتية وهذا طبعاً يساق على باقي الأنواع تقتصر في مكوناتها على الملونات والمنكهات إذا هي مواد مغشوشة ومع ذلك أسعارها كاوية شأنها شأن باقي المواد والسلع الغذائية التي تشهد تلاعباً وغشاً في مستلزماتها الأولية فاق كل التصورات.
نعم هكذا وبكل بساطة يتم الحديث عن الغش والتلاعب بصحتنا، وهذا غيض من فيض المعاناة التي تواجه المواطن الذي بات مهدداً بصحته وسلامته مع كم المواد والمنتجات المغشوشة التي تدخل معدته والاخطر عندما يتعلق الموضوع بغذاء وصحة الأطفال عماد ومستقبل البلد.
أخيراً لا مبرر ولا عذر مقبول للمعنيين لعدم اتخاذ إجراءات حازمة ورادعة بحق من يتلاعب بالغذاء لأن الوضع فاق كل تصور ولم يعد يقتصر على حالات تكتشف هنا وهناك وفي الورش العاملة بالخفاء وفي الأقبية، وإنما امتدد لبعض المنشآت والمعامل الكبيرة وهو ما يستدعي العمل الفوري على التعامل معه بمسؤولية والبداية من عناصر الرقابة لمختلف الجهات المعنية لأن عدداً منها يسهم بغض الطرف عن المخالفات مهما كانت جسيمة وتمرير المهربات والمواد مجهولة المصدر والمكونات التي تلحق الضرر والأذى بالمواطن والاقتصاد الوطني على حد سواء.