ثمة ظاهرة لافتة للنظر في أغلب مؤسسات وشركات القطاع العام، وهي وجود عدد كبير من الموظفين الذين لا يعملون، حيث يتم الاعتماد على عدد قليل والبقية يقضون الساعات المخصصة للدوام بالتسلية، وربما النميمة على زملائهم، وإذا كان من ضمن هؤلاء نساء فإنهن يجدن ما يملأ وقتهن من خلال ممارسة بعض الأعمال كحياكة الصوف أو التحضير لوجبة الغداء، والأمثلة على ذلك كثيرة.
وفي المقابل هناك العديد من المؤسسات تحتاج موظفين ومن حملة مختلف الشهادات والمؤهلات، وهذا يدل على سوء التخطيط و التوزيع الصحيح والدقيق للعمالة، ما ينعكس سلباً على سير العمل، ويشكل بؤرة لبروز إشكالات متعددة.
لذلك يبدو من الضروري والملح جداً إعادة النظر بهذه الأمور بهدف تحسين مستوى العمل والأداء، وربما سيساهم نظام الحوافز والمكافآت في التقليل من عدة ظواهر مسيئة في حال تم تطبيقه بالشكل الصحيح والأمثل وفق معايير دقيقة وصارمة تقضي بمكافأة المجد وتحفيزه ليكون مثالاً وقدوة لغيره واستبعاد المتقاعسين لإعطاء فرصة للآخرين يرغبون بالعمل، ولاسيما أن الجامعات والمعاهد تخرج الآلاف كل عام وهؤلاء لا يكفون عن البحث عن فرصة عمل تناسب شهادة حصلوا عليها بتعبهم خلال سنوات وسنوات، وبذلك يتحقق أمران ؛ التخفيف من البطالة الحقيقية بين الشباب والقضاء على البطالة المقنعة المنتشرة في كل مكان.