أ. د. جورج جبور :
حين عقد اجتماع الإسكندرية عام 1944 وصدر عنه البروتوكول المعروف كانت مصر ومعها البلاد العربية ما تزال تتذكر ما جرى في شباط 1942 حين اقتحمت دبابات الجيش البريطاني قصر الملك فانصاع الملك لما أملي عليه.
خشي الوطنيون في سورية ولبنان وفي عدة بلاد عربية أن تكون الجامعة التي من أجل إنشائها وقع برتوكول الإسكندرية مولوداً خاضعاً لإرادة بريطانية.
اتفقوا على إنشاء ما قد يكون تجمع متابعة لحفظ التوجه العربي الجاد للجامعة فكان “اتحاد المحامين العرب” في دمشق.
مغزى الأسطر السابقة المختزن في الذاكرة – والتوثيق الدقيق ضروري – واضح مؤداه أن من المناسب أن يكون لدى الرأي العام العربي هيئة تتابع بل وتراقب أداء الهيئة العربية الحكومية وهي الجامعة.
إلا أن تاريخ ما يزيد عن ثلاثة أرباع القرن من عمر الجامعة علمنا أنه ليس ثمة من متابعة ورقابة على عمل الجامعة من قبل هيئات المجتمع المدني العربية.
ما يزال التفاؤل عنوان التفاعل العربي العام مع قمة جدة.
هل يستطاع إحداث رابطة عربية غير حكومية تتابع قدر الإمكان تعامل الحكومات العربية مع مخرجات قمة جدة؟.. لم لا؟
الفكرة سليمة.. أما آليات تنفيذ الفكرة فأمر مفتوح للنقاش.
لقمة جدة خصوصية سورية.. فلتكن من دمشق انطلاقة تنفيذية مدروسة تتابع، في محاولة جادة للحفاظ على التفاؤل الذي كلل قمة جدة.
بعد شهر واحد من القرار العربي بدعوة وفود الحكومة السورية إلى اجتماعات الجامعة .
*صباح 7 حزيران 2023
