الثورة – لينا شلهوب:
يقف عمال وفنيو شركة كهرباء ريف دمشق في الخطوط الأمامية لمواجهة تحديات جسيمة تهدد استقرار التيار الكهربائي، فمن أعمال تركيب وصيانة دقيقة على أعمدة ومحولات، إلى مواجهة أعطال مفاجئة في خطوط الجهد العالي، تبدو الجهود المبذولة أشبه بسباق مع الزمن، هدفه أن تبقى الإنارة مشتعلة في منازل المواطنين حتى ولو لساعات على مدار اليوم، وأن تستمر عجلة الحياة بالدوران رغم الظروف القاسية، وذلك بين تقلبات واقع التيار الكهربائي الذي يترنح بين رياح شتوية محملة بالرطوبة، وأيام صيفية لاهبة.
لتخفيف الأحمال
مدير شركة الكهرباء في محافظة ريف دمشق المهندس سامر لطوف أكد لصحيفة الثورة أن ورشات الشركة تواصل تنفيذ خطط الصيانة والتطوير على مختلف مكونات الشبكة الكهربائية في المحافظة، بهدف تحسين جودة التغذية الكهربائية وتخفيف الأحمال عن المراكز القائمة، وذلك رغم التحديات الكبيرة التي تواجه المنظومة نتيجة الظروف الجوية القاسية والطلب المتزايد على الطاقة.وفي إطار هذه الجهود، نفّذت الفرق الفنية، أعمال تركيب وصيانة شملت عدداً من مراكز التحويل، حيث تم وضع محولة جديدة باستطاعة 1000 ك.ف.أ في مركز تحويل دوما 11، إضافة إلى استبدال محولة معطوبة في معربا بأخرى باستطاعة 630 ك.ف.أ.
كما أنجزت الورشات أعمال صيانة في مركزي تحويل بمنطقة جرمانا، تضمنت تركيب قواعد ومنصهرات جديدة.أما في مدينة الزبداني، فبيّن المهندس لطوف أن الورشات أنهت أعمال صيانة مخرج الهجرة، تضمنت تركيب 27 علبة وصل، وثلاث علب نهاية، كما تم إصلاح مخرج الويسية في منطقة السيدة زينب، ومخرج الشبيبة في بلدة يلدا، إضافة إلى فحص كبل على مخرج التربة في جديدة عرطوز، وذلك ضمن خطة شاملة لتحسين موثوقية التغذية الكهربائية في مناطق متفرقة من ريف دمشق.
توسيع الشبكة
واستطرد مدير الكهرباء بريف دمشق قائلاً: واصلت الورشات أعمالها لتخفيف الضغط عن المراكز القائمة، حيث تم تركيب ووضع مركز تحويل سيدي مقداد رقم 8 باستطاعة 200 ك.ف.أ بنظام برجي في الخدمة، مع تنفيذ مخرجي توتر منخفض، ما يسهم في تخفيف الضغط عن مركز تحويل سيدي مقداد رقم 9، كذلك جرى إصلاح الكبل الرئيسي لمخرج المحفوض في حرستا.في سياق متصل، أعلنت المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء أن المنظومة الكهربائية في المنطقة الجنوبية تعرضت إلى حالة تعتيم جزئي ناجمة عن عدة عوامل، أبرزها سوء الأحوال الجوية وارتفاع الرطوبة، ما أدى إلى فصل خطوط الجهد العالي في المنطقة الوسطى وتوقف مجموعات التوليد في محطة جندر، كما وقع عطل على خط التوتر العالي 230 ك.ف.أ دير علي – الكسوة، مما أحدث هزة كهربائية كبيرة وتوقف محطات الناصرية وتشرين ودير علي، بالإضافة إلى تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة، كما أن فرق مركز التحكم تعمل على إعادة الإقلاع التدريجي للمحطات، مع اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان استقرار التيار الكهربائي، بالإضافة إلى ذلك لابد من التركيز على أهمية ترشيد الاستهلاك من قبل المشتركين لتخفيف الضغط عن الشبكة، علماً أن الورشات مستمرة بأعمال الصيانة والتطوير لمواجهة الطلب المتزايد وتحقيق استقرار أكبر للشبكة.
إرادة لا تعرف التوقف
رغم التحديات المناخية، وضغوط الطلب المتزايد على الطاقة، تثبت كوادر شركة كهرباء ريف دمشق، كغيرها من الكوادر، أن العزيمة والعمل الميداني المستمر هما السبيل للحفاظ على استقرار الشبكة وخدمة المواطنين، فبين أعمدة الكهرباء الممتدة وخطوط النقل الشاهقة، ينبض جهد لا ينقطع، وإرادة لا تعرف التوقف، لتظل الأنوار مضاءة والحياة ماضية بلا انقطاع.