الثورة – ناصر منذر:
الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لم يغيبوا يوماً عن دائرة الاستهداف الصهيوني المبرمج، وذلك بهدف كسر إرادة الصمود لديهم، لاسيما وأنهم لم ينفكوا عن تسجيل الانتصارات تلو الأخرى ضد سلطات سجون الاحتلال، سواء عبر معارك البطون الخالية، أو من خلال خطواتهم النضالية المستمرة، والتي دائماً تتوج بانصياع الاحتلال لمطالبهم وحقوقهم.
عشرات الأسرى داخل سجون الاحتلال يعانون من أمراض تهدد حياتهم، بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمد من إدارة سجون الاحتلال، ورداً على تلك الجرائم، بدأ الأسرى اليوم أولى خطواتهم النضالية لمواجهة إجراءات الاحتلال التعسفية بحقهم، ويؤازرهم بخطواتهم تلك مختلف أطياف الشعب الفلسطيني من خلال الوقفات التضامنية، والاعتصامات السلمية في معظم المدن الفلسطينية، في رسالة واضحة بأن الفلسطينيين يقفون صفاً واحداً بمساندة أسراهم، وهم يخوضون أعتى معارك البطولة والصبر أمام السجان الإسرائيلي الغاشم والقاتل.
نادي الأسير الفلسطينيّ، قال إنّ الأسرى في سجون الاحتلال أغلقوا اليوم الثلاثاء، الأقسام بشكل جزئي، احتجاجاً على رفض إدارة “عيادة سجن الرملة”، الاستجابة لمطالب الأسرى المرضى، وخاصّة حرمان الأسير وليد دقة من التواصل مع عائلته لحجج واهية، واستمرارها كذلك في التنكيل بالأسرى من خلال منع أصناف عديدة من الطعام.
وبيّن نادي الأسير في بيان نقلته وكالة وفا، أنّ خطوة الإغلاق تعني توقف جميع مظاهر الحياة الاعتقالية اليومية المتعلقة بأنظمة السجن، والتي تحتكم إلى واقع الحياة الاعتقالية، إذ تشكل هذه الخطوة إحدى خطوات (العصيان) ضد منظومة السجن، التي ارتكز عليها الأسرى في خطواتهم لمواجهة إجراءات إدارة السجون.
ويقبع في عيادة سجن الرملة الأسرى المرضى، وعددهم 15 أسيراً وأسيرة، من بينهم أسيرتان إحداهما جريحة، وهي الأسيرة فاطمة شاهين التي تعاني من وضع صحي صعب، إضافة إلى مجموعة من الأسرى المرضى والجرحى، من بينهم الأسير وليد دقة المعتقل منذ 38 عاماً، والذي يواجه وضعاً صحياً خطيراً، والأسير عاصف الرفاعي الذي يواجه كذلك أوضاعاً صحية خطيرة، وإلى جانبهم مجموعة من الأسرى القابعين بشكل دائم في سجن (الرملة) منذ أكثر من عشرين عاماً منهم (منصور موقدة، ومعتصم رداد، وناهض الأقرع).
وقد شارك العشرات من ذوي الأسرى والمتضامنين من ممثلي المؤسسات الرسمية والشعبية وفصائل العمل الوطني، اليوم في الاعتصام الأسبوعي التضامني مع الأسرى في سجون الاحتلال، أمام مكتب الصليب الأحمر في مدينة طولكرم، مساندة للأسرى المرضى.
وحمَل المعتصمون حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المرضى ومنهم وليد دقة الذي يعاني من إهمال طبي متعمد، إذ ترفض سلطات الاحتلال الإفراج عنه، ما فاقم من وضعه الصحي وأصبح الموت يهدد حياته.
وأكدوا على ضرورة تكثيف الفعاليات التضامنية الرسمية والشعبية مع الأسرى، خاصة في هذا الوقت الذي يتعرضون فيه لهجمة شرسة على يد إدارة سجون الاحتلال، من عزل وتنقلات وإهمال طبي، واستمرار سياسة الاعتقال الإداري الظالم.
كذلك نُظم اليوم، الاعتصام الأسبوعي في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة البيرة، إسناداً للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.وخُصص الاعتصام لدعم الأسرى المرضى، حيث رفع المشاركون صور العشرات من الأسرى، ورددوا هتافات تنادي بحريتهم.
هذا ويستعد الأسرى الإداريون، للشروع في إضراب مفتوح عن الطعام، في الـ18 من حزيران الجاري، تحت شعار: (ثورة حرية – انتفاضة الإداريين).
وقد أوضح رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس أن عدد الأسرى الإداريين الذين سيدخلون الإضراب عن الطعام اعتباراً من يوم الأحد المقبل، يتراوح بين 400 – 500 أسير، مشيراً إلى أن لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة منخرطة في التخطيط لهذا الإضراب وتنفيذه، لافتاً إلى أن إجراءات الاحتلال التعسفية بحق الأسرى لايمكن قراءتها إلا في سياق العدوان الواسع على الشعب الفلسطيني.
وقد أكدت العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية داخل فلسطين المحتل على ضرورة تضافر الجهود الشعبية والرسمية لدعم نضالات الأسرى الجماعية داخل السجون والمعتقلات، مشددين على أن من شأن ذلك نقل رسالة إلى المجتمع الدولي بأن الشعب الفلسطيني يقف خلف أسراه ويدعمهم في كل الخطوات والاحتجاجات التي يقررون تنظيمها، احتجاجاً على سياسات إدارة سجون الاحتلال وإجراءاتها.