الثورة – راغب العطيه:
بعد مرور 60 يوماً على بدء الاقتتال في السودان بين قوات الجيش وقوات «الدعم السريع»، لا يزال المشهد مرشحاً للتصعيد في ظل الانهيار المتكرر للهدن.
وذكرت مصادر إعلامية سودانية أن جبهات القتال شهدت اليوم هدوءاً نسبياً مع سماع بعض الأصوات المتقطعة للاشتباكات في أنحاء العاصمة وتحليق للطائرات المسيرة في الخرطوم.
وكانت الاشتباكات قد تجددت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم أمس الاثنين، ودوّت أصوات أسلحة ثقيلة قرب المنطقة الصناعية وحيّي الرميلة والحلة الجديدة بغرب الخرطوم.
كما دوت انفجارات عنيفة في حيّ المعمورة بجنوب شرق الخرطوم جراء القصف المدفعي المتبادل بين الجيش والدعم السريع، واستهدفت قذائف مدفعية مباني في حيّ الجريف قرب شارع الستين بشرق الخرطوم.
ودارت اشتباكات في أحياء بشمال وشرق في مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، كما سمع دويّ أصوات المدافع بمناطق في جنوبها.
واتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع بالهجوم على المناطق السكنية في أحياء الأزهري والسلمة جنوبي الخرطوم، وذكر بيان أن قوات الدعم السريع قامت بإطلاق مدافع الهوان على المناطق السكنية في حي الأزهري، وهو ما أدى إلى مقتل سوداني وإصابة آخرين بينهم أطفال.
من جانبها، قالت قوات الدعم السريع، إن الجيش استغل وقف إطلاق النار لتحقيق امتيازات على الأرض ومهاجمة قواتها في الساعات الأولى بعد انتهاء الهدنة، وأكدت التزامها بإعلان جدة لحماية المدنيين، بحسب البيان.
رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي قال خلال قمة الإيغاد في جيبوتي، إن الحرب في السودان إن لم تتوقف على الفور فسوف تندلع حرب أهلية وتنهار الدولة السودانية.
وأشار فكي إلى أن الأوضاع التي تتفاقم في السودان تصل إلى حد تهديد المنطقة بأكملها، وقال إن الأزمة العنيفة التي يمر بها السودان تمثل تهديداً كبيراً لوجوده وللمنطقة بأسرها.
وقال رئيس المفوضية الأفريقية هناك عملية دمار ذاتي تحدث في السودان حالياً ويجب أن تتوقف، وأضاف نبذل جهوداً من أجل وقف العنف وتشجيع السودانيين على الحوار.
وانطلقت في جيبوتي قمة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) لإقناع طرفي الأزمة في السودان بإجراء حوار لإنهاء القتال بينهما، وأعرب رئيس جيبوتي عن قلقه العميق من تداعيات الأزمة في السودان.
بدورها، دعت مبعوثة الأمم المتحدة للقرن الأفريقي هانا تيتيه إلى وقف العنف في السودان، مؤكدة أن النزاع الحالي بين الجيش وقوات الدعم السريع ينعكس على الدول المجاورة.
وتزداد الأوضاع الإنسانية وحركة المدنيين تعقيداً ومأساوية جراء الاشتباكات المسلحة في السودان، في ظل نفاد الدواء والغذاء والمياه الصالحة للشرب، مع تفشي موجات غلاء في جميع أسعار الاحتياجات اليومية الأساسية.
